ملتقى أصدقاءْ حركة زايتجايست بالعربية

السمح الطلق ... لم اسمع منك ردك على تعليقي السابق حين شرحت لك وجهة نظري عن ان الملكيه ستلغى من حياتنا تلقائيا ..ومع ذلك سأجيبك عن الحوافز ...الحوافز هي طريقه من الطرق التي فرضت علينا تاريخيا حين بدأ او شخص باحتكار اول ماده تحتاجها ولا تستطيع الإستغناء عنها ... اي استعبدك من خلالها ... افعل لي كذا وستحصل عليها ... من هنا ظهرت الحوافز التي اخذت فيما بعد شكل المال ..اعمل عندي ...مقابل حافز هو المال لتؤمن احتياجاتك التي تصنعها لك جهة معينه غالبا ما تكون هذه الجهة في عالمنا الحالي ( الإحتكاري ) هي ذات الجهة التي تشتغل بها ..او فروع لها ..اي بمعنى اخر انت تنتج من اجل الحصول على احتياجاتك الضروريه المحتكره عمليا مقابل جزء تافه من النقود ( الحافز ) لتقدم للإحتكاري من خلال عملك اضعاف مأعطاك اياه .... لم نحتاج الى الحوافز حين يكون هناك وفره  ؟ لن نحتاجها ... المجتمع التعاوني هو بحد ذاته حافز ... حين تملي عليك مسؤوليتك كإنسان ان لا تكون شخص هامشي في الحياة ...لا انكر ان الكثيرين قد يشعرون بالإتكاليه .. نعم ...جرب ان تبقى حياتك هامشيه سنه ..سنتان ..ثلاثه ...عشره ...تأكل وتشرب وتنام ..ماذا بعد ؟؟ لن تحتمل حياة كهذه .. ستبدأ بالبحث عن معنى لحياتك ...هذا اذا استبعدنا الإمكانيات الواسعه  التي ستحدثها الثورة التكنولوجيه التي بدأت الآن ...بأن تخلق امامك آفاقا غير محدوده للإبداع ...لم الإبداع ؟ هكذا لأنك كائن حي  يستمتع بخلق شئ يشعره انه ذات تتفاعل  مع  احاسيسها ومحيطها وتبدع وتعطي ...وليست مجرد حجر في حائط ....أخلاق المجتمع الجديد هو الذي سيحدد شكل ( الحوافز ) المستقبليه

أخلاق المجتمع الجديد هو الذي سيحدد شكل ( الحوافز ) المستقبليه?? زكبة ساردست

أخلاق المجتمع الجديد هو الذي سيحدد شكل ( الحوافز ) المستقبليه?? زكبة ساردست

السمح الطلق ... لم اسمع منك ردك على تعليقي السابق حين شرحت لك وجهة نظري عن ان الملكيه ستلغى من حياتنا تلقائيا ..ومع ذلك سأجيبك عن الحوافز ...الحوافز هي طريقه من الطرق التي فرضت علينا تاريخيا حين بدأ او شخص باحتكار اول ماده تحتاجها ولا تستطيع الإستغناء عنها ... اي استعبدك من خلالها ... افعل لي كذا وستحصل عليها ... من هنا ظهرت الحوافز التي اخذت فيما بعد شكل المال ..اعمل عندي ...مقابل حافز هو المال لتؤمن احتياجاتك التي تصنعها لك جهة معينه غالبا ما تكون هذه الجهة في عالمنا الحالي ( الإحتكاري ) هي ذات الجهة التي تشتغل بها ..او فروع لها ..اي بمعنى اخر انت تنتج من اجل الحصول على احتياجاتك الضروريه المحتكره عمليا مقابل جزء تافه من النقود ( الحافز ) لتقدم للإحتكاري من خلال عملك اضعاف مأعطاك اياه .... لم نحتاج الى الحوافز حين يكون هناك وفره  ؟ لن نحتاجها ... المجتمع التعاوني هو بحد ذاته حافز ... حين تملي عليك مسؤوليتك كإنسان ان لا تكون شخص هامشي في الحياة ...لا انكر ان الكثيرين قد يشعرون بالإتكاليه .. نعم ...جرب ان تبقى حياتك هامشيه سنه ..سنتان ..ثلاثه ...عشره ...تأكل وتشرب وتنام ..ماذا بعد ؟؟ لن تحتمل حياة كهذه .. ستبدأ بالبحث عن معنى لحياتك ...هذا اذا استبعدنا الإمكانيات الواسعه  التي ستحدثها الثورة التكنولوجيه التي بدأت الآن ...بأن تخلق امامك آفاقا غير محدوده للإبداع ...لم الإبداع ؟ هكذا لأنك كائن حي  يستمتع بخلق شئ يشعره انه ذات تتفاعل  مع  احاسيسها ومحيطها وتبدع وتعطي ...وليست مجرد حجر في حائط ....أخلاق المجتمع الجديد هو الذي سيحدد شكل ( الحوافز ) المستقبليه
من اولويات خطة عمل الحركه في الفترة الحالية هي :
نشر الوعي 
ماذا يعني هذا الوعي ؟
يعني قبل كل شئ فك الإرتباط - قدر الإمكان - بالمؤسسات التي تستغل وجودك كبشر 
وفك الإرتباط لا يعني ان تتخلى عن وظيفتك أو عملك او اي مصدر رزق لك غيره ..بل أن تعي أن كل بؤسك وشقاءك مرده الى تلك المؤسسات السلطوية الإقتصادية بما فيها المؤسسات الدينيه التي تهيؤك لكي تكون جزء من القطيع عبد مطيع لأولي الأمر فيكم ..اي انها تلعب دور المساعد الأول للفئة التي تتلاعب بمصيرك اقتصاديا وتكرس مبدأ الغني والفقير من خلال النص الديني ذاته وحتى انها تقول لك بالخط العريض انكم خلقتم طبقات ... طبقه فقيره هي الأغلبيه واخرى غنية هي الأقلية ... تحكمك وتسود عليك ....وعليك اطاعتها فهم الأعرف والأقدر على تسير شؤونك ...هل هناك اوضح من هكذا ارتباط بين الدين كنص قرآني وبين السياسة والإقتصاد ؟؟ 
هدف الحركه التوعيه وليس كسب اعضاء بنوعية كالتي يحملها المتدين ويحاول من خلالها جرك الى الوراء أو اعلانك ملحدا او متكبر ........نحن نرمي له افكارا تزيح عن ظهره عبء الموروث الديني ...أفكارا تبقيه على علاقة بما يؤمن به دون وساطات مؤسسات أو دور تخريج قطعان مسيرين .....من اراد ان يستوعب فأهلا به ومن لا .... فقد وضع نفسه تلقائيا خارج المعادله

ماذا يعني الوعي!؟

ماذا يعني الوعي!؟

من اولويات خطة عمل الحركه في الفترة الحالية هي :
نشر الوعي 
ماذا يعني هذا الوعي ؟
يعني قبل كل شئ فك الإرتباط - قدر الإمكان - بالمؤسسات التي تستغل وجودك كبشر 
وفك الإرتباط لا يعني ان تتخلى عن وظيفتك أو عملك او اي مصدر رزق لك غيره ..بل أن تعي أن كل بؤسك وشقاءك مرده الى تلك المؤسسات السلطوية الإقتصادية بما فيها المؤسسات الدينيه التي تهيؤك لكي تكون جزء من القطيع عبد مطيع لأولي الأمر فيكم ..اي انها تلعب دور المساعد الأول للفئة التي تتلاعب بمصيرك اقتصاديا وتكرس مبدأ الغني والفقير من خلال النص الديني ذاته وحتى انها تقول لك بالخط العريض انكم خلقتم طبقات ... طبقه فقيره هي الأغلبيه واخرى غنية هي الأقلية ... تحكمك وتسود عليك ....وعليك اطاعتها فهم الأعرف والأقدر على تسير شؤونك ...هل هناك اوضح من هكذا ارتباط بين الدين كنص قرآني وبين السياسة والإقتصاد ؟؟ 
هدف الحركه التوعيه وليس كسب اعضاء بنوعية كالتي يحملها المتدين ويحاول من خلالها جرك الى الوراء أو اعلانك ملحدا او متكبر ........نحن نرمي له افكارا تزيح عن ظهره عبء الموروث الديني ...أفكارا تبقيه على علاقة بما يؤمن به دون وساطات مؤسسات أو دور تخريج قطعان مسيرين .....من اراد ان يستوعب فأهلا به ومن لا .... فقد وضع نفسه تلقائيا خارج المعادله


Action

جدو كريشنامورتي

لا يمكن للسياسيين أو الاختصاصيين أن يحلوا المشكلات التي تواجه كل فرد منا وكذلك العالم بأكمله. إن هذه المشكلات ليست ناتجة عن مسببات سطحية ولا يمكن أن يُنظر إليها على هذا الشكل. لا يمكن حل أي مشكلة في مستوى معين واحد، وبالأخص المشكلات الإنسانية. إن مشكلاتنا معقدة؛ يمكن أن تُحل هذه المشكلات فقط إذا نظرنا إليها كعملية كلية لاستجابة الإنسان للحياة. ربما يصمم الخبراء برامج عمل مستقبلية ولكن هذه البرامج لن تستطيع أن تحمينا وإنما فهم السيرورة الكلية للإنسان، الذي هو أنت. يستطيع الخبراء أن يتعاملوا مع المشكلات على مستوى واحد فقط وهم بالتالي يزيدون نزاعاتنا وحيرتنا.

إنه لأمر كارثي التعامل مع المشكلة الإنسانية في مستوى واحد معين والسماح للاختصاصيين أن يهيمنوا على حياتنا. إن حياتنا سيرورة [عملية] معقدة تتطلب فهماً عميقاً لأنفسنا كفكر وشعور. ليس بالإمكان فهمُ أي مشكلة مهما كانت سطحية أو معقدة ما لم نفهم أنفسنا بالدرجة الأولى. لا بد لعلاقاتنا من أن تقود إلى النزاع والحيرة. لا يمكن أن يوجد نظام اجتماعي جديد بدون فهم أنفسنا. إن الثورة بدون معرفة النفس ليست إلا استمراراً مُعدَّلاً [مُكيَّفاً] للحالة الراهنة.

إن معرفة النفس لا يمكن تحصيلها من كتاب وكذلك ليست نتيجة لانضباطٍ وتمرينٍ مؤلمين، على مدىً طويل؛ إنها الوعي [Awareness]، لحظة بلحظة بكل فكرة وشعور كما يظهران في العلاقة. ليست العلاقة على مستوى العقيدة الفكرية المجردة وإنما العلاقة الواقعية الحقيقية، مع الممتلكات والناس والأفكار. إن الوجود مُتضمَّنٌ في العلاقة؛ أن تكون موجوداً يعني أن تكون مُتعالِقاً[1]، لأنه لا يمكن لأي شيء أن يحيا في عزلة. إن نزاعاتنا، في كل مستويات وجودنا تكمن في العلاقة؛ وإن فهم هذه العلاقة بشكل كامل وعلى نحو أوسع هو المشكلة الحقيقية الوحيدة التي تواجه كلاً منا. لا يمكن تأجيل هذه المشكلة أو التملصُ منها. إن تجنبها لا يجلب إلا المزيد من البؤسِ والصراع، والهروب منها لا يُحدِث إلا الطيش الذي يستغله الخادعون وذوو الطموح.
آنذاك لا يكون الدين إيماناً ولا عقيدة[2] وإنما فهم الحقيقة التي يجب اكتشافها في العلاقة لحظة بلحظة. الدين الذي يكون إيماناً [Belief] وعقيدة [Dogma] ما هو إلا هروب من حقيقة العلاقة. إن الإنسان الذي يبحث عن الله - أو ما  تحب أن تدعوه - عبر الإيمان الذي يسميه ديناً، لا يمكنه إلا أن يخلق التناقض، وأن يجلب الانفصال الذي ليس إلا التفتت والتفسخ. أي شكل من أشكال الإيديولوجيا سواء أكانت يمينية أو يسارية، تابعة لهذا الدين أو ذاك، فإنه يُنصِّب الإنسان في مواجهة الإنسان وهو ما يحدث الآن في العالم.

لا يكون حل مشكلاتنا باستبدال إيديولوجيا بأخرى. ليست المشكلة في أي الإيديولوجيات أفضل ولكن في فهم أنفسنا كعملية كلية. لعلكم تقولون إن فهم أنفسنا قد لا ينتهي أبداً في حين أن العالم اليوم يتجه إلى الدمار. تعتقدون أنكم إذا قمتم بفعل مصمم بالاستناد على إيديولوجيا معينة فإن من الممكن حينها أن يحدث تحول في العالم. إذا نظرنا بعمق أكثر إلى هذا الموضوع سوف نجد أن الأفكار لا تجمع الناس على الإطلاق. ربما تساعد فكرة ما في تشكيل جماعة ولكن هذه الجماعة سوف تكون ضد جماعة أخرى تعتنق فكرة أخرى وهكذا حتى تصبح الأفكار أكثر أهمية من الفعل ذاته. إن الإيديولوجيات والعقائد والأديان المنظمة تفرق الناس.
لا يمكن لفكرة أن توحد البشرية مهما كانت نبيلة وشاملة، لأن الفكرة ليست إلا استجابة مشروطة؛ ولا بد لهذه الاستجابة أن تكون غير كافية في مواجهة تحدي الحياة، ولا بد أن تجلب الصراع والحيرة. لا يمكن للدين القائم على الأفكار أن يجمع الناس. إن الدين كسلطة يستطيع أن يوحد مجموعة من الناس ولكنه سيولد العداوة والصراع بشكل حتمي. إن تجربة الآخر ليست الحقيقة، مهما كانت هذه التجربة (الخبرة) عظيمة. لا يمكن للحقيقة أبداً أن تكون نتاج السلطة القائمة على الإسقاط الذاتي. إن خبرة المعلم والمرشد والقديس والمخلص ليست الحقيقة التي عليك اكتشافها. إن حقيقة الآخر ليست الحقيقة. لربما تردد تعابير لفظية من الحقيقة للآخر ولكن هذا سيصبح كذباً في عملية التكرار.

إن تجربة الآخر غير صالحة في فهم الحياة والواقع، إلا أن الأديان المنظمة في العالم قائمة على تجربة الآخر وهي بالتالي لا تحرر الإنسان وإنما تقيده بنموذج معين وهذا النموذج ينصِّب الإنسان ضد الإنسان. على كل واحد منا أن يبدأ جديداً، حيوياً لأن ما نحن عليه هو العالم. ليس العالم مختلفاً عني وعنك. هذا العالم الصغير من مشكلاتنا، يتوسع ويصبح العالم، ومشكلات العالم.
نحن قانطون من فهمنا فيما يتعلق بمشكلات العالم الكبيرة. لا نرى أن المشكلة ليست مشكلة فعل جماهيري وإنما في صحوة الفرد ووعيه بالعالم الذي يعيش فيه وقدرته على حل مشكلات عالمه هذا مهما كان محدوداً. الجماهير تجريد يستغله رجل السياسة، من يملك إيديولوجيا. الجماهير في الواقع هي أنا وأنت والآخر. وعندما نُنوّم - أنت وأنا والآخر - مغناطيسياً بالكلمة، حينها نصبح الجماهير، التي ما تزال تجريداً لأن الكلمة تجريد. إن الفعل الجماهيري وهم. هذا الفعل حقيقةً ليس إلا فكرةً عن فعل قلّة من الناس الذين نتقبّلهم جراء حيرتنا ويأسنا. نختار قادتنا انطلاقاً من حيرتنا وقنوطنا، سواءٌ كانوا سياسيين أو دينيين؛ ولا بد أن يكون هؤلاء القادة في حيرة ويأس بالمقابل، لأنهم خيارنا. ربما ينشرون جواً من اليقين والمعرفة ولكن بما أنهم في الواقع مرشدي الحيارى لا بد أن يكونوا أيضاً في حيرة مساوية وإلا لن يكونوا "المرشدين". أن تتبع نمطاً أو إيديولوجيا في عالم يكون فيه القائد (المرشد) والمُقاد مشوشان، بمعرفة أو بعدمها، يعني أن تخلق المزيد والمزيد من الصراع والتعاسة.

إذن، الفرد هو المهم، وليست فكرته أو أولئك الذين يتبع أو بلده أو معتقده. أنت مهم، ليس تبعاً للأمة التي تنتمي إليها أو العقيدة التي تعتنق أو تبعاً للون أو المذهب. إن الإيديولوجيا ليست إلا الإسقاط لإشراطاتنا. هذه الإشراطات قد تكون نافعة كمعرفة في مستوى معين؛ ولكن في مستوى مختلف، في مستوى أعمق للوجود، تصبح مؤذية ومدمرة إلى درجة كبيرة. وبما أنها إسقاطاتك – الدينية والإيديولوجية والقومية – فإن كل فعل يقوم عليها لا بد أن يكون عبثياً مثل الكلب الذي يطارد ذيله. وللأن كلَّ المثاليات من خلق الإنسان، نتاج إسقاطاتك أنت، فهي لا تكشف الحقيقة.

بإمكاننا تحرير أنفسنا والنظر إلى المشكلات بشكل جديد فقط عندما يدرك كل منا البنية الحالية للوجود، هذه البنية القائمة على المثاليات والاستنتاجات ذاتية الإسقاط. لا يمكن أن تُحّل الأزمات والكوارث الوشيكة بمجموعة أخرى من الإيديولوجيات ذاتية الإسقاط ولكن فقط حين تدرك – أنت كفرد – حقيقة الأمر وتبدأ بفهم السيرورة الكليّة لأفكارك ومشاعرك. يكون الفرد مهماً فقط في هذا المنظور وليس في الاستجابة المعزولة، المتحجرة للمشكلة.

بالنهاية إن المشكلة الأساسية في العالم هي الاستجابة غير الكافية للجديد، للتحدي المتغير للحياة. يخلقُ عدم الكفاية الصراعَ الذي يُحدث المشكلة. علينا أن نواجه العديد من المشكلات حتى نستجيب بشكل مناسب. إن الكفاية أو الملاءمة لا تتطلب إشراطاً جديداً وإنما الحرية من كل إشراط. لن يكون بمقدورك أن تستجيب بشكل ملائم للمشكلات - التي هي من خلقك أنت ومن خلق العالم أيضاً -  طالما أنت بوذي أو مسيحي أو مسلم أو هندوسي أو تنتمي إلى اليمين أو اليسار. لن تجلب تقوية الإشراط، دينياً أو اجتماعياً، السلام لك وللعالم.

إن العالم هو مشكلتك ولكي تفهمه عليك أن تفهم نفسك. إن فهمك لنفسك ليس مسألة زمنية. أنت موجود في العلاقة فقط وخلافاً لذلك فأنت لست موجود. إن علاقتك هي المشكلة – علاقتك بالمُكلية والناس والأفكار والمعتقدات. إن العلاقة الآن هي خلاف وصراع؛ افعل ما شئت، نوّم نفسك إيديولوجياً أو دوغمائياً فإنك لن تصل إلى السلام والراحة أبداً طالما بقيت غير فاهمٍ علاقتك ذاتها. إن هذا الفهم لنفسك هو الفعل في العلاقة. تكتشف نفسك كما أنت، مباشرة في العلاقة. إن العلاقة هي المرآة التي تستطيع أن ترى بها نفسك كما هي عليه. لن تستطيع رؤية نفسك كما هي عليه في هذه المرآة إذا قاربتها أو حاولت فهمها بخلاصة أو شرح ما، أو من خلال النقد أو التبرير.

إن هذا الإدراك بحد ذاته لما أنت عليه، وكما أنت عليه أثناء لحظة الفعل في العلاقة هو الذي يحررك من الـ ما هو موجود (The “What is”). يكون الاكتشاف في الحرية فقط. لا يستطيع العقل المشروط اكتشافَ الحقيقة. ليست الحرية تجريداً، إنها تأتي إلى الوجود مع الفضيلة. لأن جوهر الفضيلة ذاته هو التحرر مما يسبب الحيرة والضياع. أخيراً، اللافضيلة هي الفوضى والصراع. لكن، الفضيلة هي الحرية، هي نقاء الإدراك الذي يخلقه هذا الفهم. ليس بإمكانك أن تصير فضيلاً. إن التصيّر (The Becoming) هو وهم الطمع أو الاستحواذ. الفضيلة هي الإدراك الفوري لــــِ ما هو موجود. إذن، معرفة النفس هي بداية الحكمة؛ والحكمة هي التي ستحل مشكلاتك وكذلك مشكلات العالم.

28 ديسمبر  1950 - كولومبو - حديث إذاعي.
ترجمة: إيمار سلوم

الفعل

الفعل


Action

جدو كريشنامورتي

لا يمكن للسياسيين أو الاختصاصيين أن يحلوا المشكلات التي تواجه كل فرد منا وكذلك العالم بأكمله. إن هذه المشكلات ليست ناتجة عن مسببات سطحية ولا يمكن أن يُنظر إليها على هذا الشكل. لا يمكن حل أي مشكلة في مستوى معين واحد، وبالأخص المشكلات الإنسانية. إن مشكلاتنا معقدة؛ يمكن أن تُحل هذه المشكلات فقط إذا نظرنا إليها كعملية كلية لاستجابة الإنسان للحياة. ربما يصمم الخبراء برامج عمل مستقبلية ولكن هذه البرامج لن تستطيع أن تحمينا وإنما فهم السيرورة الكلية للإنسان، الذي هو أنت. يستطيع الخبراء أن يتعاملوا مع المشكلات على مستوى واحد فقط وهم بالتالي يزيدون نزاعاتنا وحيرتنا.

إنه لأمر كارثي التعامل مع المشكلة الإنسانية في مستوى واحد معين والسماح للاختصاصيين أن يهيمنوا على حياتنا. إن حياتنا سيرورة [عملية] معقدة تتطلب فهماً عميقاً لأنفسنا كفكر وشعور. ليس بالإمكان فهمُ أي مشكلة مهما كانت سطحية أو معقدة ما لم نفهم أنفسنا بالدرجة الأولى. لا بد لعلاقاتنا من أن تقود إلى النزاع والحيرة. لا يمكن أن يوجد نظام اجتماعي جديد بدون فهم أنفسنا. إن الثورة بدون معرفة النفس ليست إلا استمراراً مُعدَّلاً [مُكيَّفاً] للحالة الراهنة.

إن معرفة النفس لا يمكن تحصيلها من كتاب وكذلك ليست نتيجة لانضباطٍ وتمرينٍ مؤلمين، على مدىً طويل؛ إنها الوعي [Awareness]، لحظة بلحظة بكل فكرة وشعور كما يظهران في العلاقة. ليست العلاقة على مستوى العقيدة الفكرية المجردة وإنما العلاقة الواقعية الحقيقية، مع الممتلكات والناس والأفكار. إن الوجود مُتضمَّنٌ في العلاقة؛ أن تكون موجوداً يعني أن تكون مُتعالِقاً[1]، لأنه لا يمكن لأي شيء أن يحيا في عزلة. إن نزاعاتنا، في كل مستويات وجودنا تكمن في العلاقة؛ وإن فهم هذه العلاقة بشكل كامل وعلى نحو أوسع هو المشكلة الحقيقية الوحيدة التي تواجه كلاً منا. لا يمكن تأجيل هذه المشكلة أو التملصُ منها. إن تجنبها لا يجلب إلا المزيد من البؤسِ والصراع، والهروب منها لا يُحدِث إلا الطيش الذي يستغله الخادعون وذوو الطموح.
آنذاك لا يكون الدين إيماناً ولا عقيدة[2] وإنما فهم الحقيقة التي يجب اكتشافها في العلاقة لحظة بلحظة. الدين الذي يكون إيماناً [Belief] وعقيدة [Dogma] ما هو إلا هروب من حقيقة العلاقة. إن الإنسان الذي يبحث عن الله - أو ما  تحب أن تدعوه - عبر الإيمان الذي يسميه ديناً، لا يمكنه إلا أن يخلق التناقض، وأن يجلب الانفصال الذي ليس إلا التفتت والتفسخ. أي شكل من أشكال الإيديولوجيا سواء أكانت يمينية أو يسارية، تابعة لهذا الدين أو ذاك، فإنه يُنصِّب الإنسان في مواجهة الإنسان وهو ما يحدث الآن في العالم.

لا يكون حل مشكلاتنا باستبدال إيديولوجيا بأخرى. ليست المشكلة في أي الإيديولوجيات أفضل ولكن في فهم أنفسنا كعملية كلية. لعلكم تقولون إن فهم أنفسنا قد لا ينتهي أبداً في حين أن العالم اليوم يتجه إلى الدمار. تعتقدون أنكم إذا قمتم بفعل مصمم بالاستناد على إيديولوجيا معينة فإن من الممكن حينها أن يحدث تحول في العالم. إذا نظرنا بعمق أكثر إلى هذا الموضوع سوف نجد أن الأفكار لا تجمع الناس على الإطلاق. ربما تساعد فكرة ما في تشكيل جماعة ولكن هذه الجماعة سوف تكون ضد جماعة أخرى تعتنق فكرة أخرى وهكذا حتى تصبح الأفكار أكثر أهمية من الفعل ذاته. إن الإيديولوجيات والعقائد والأديان المنظمة تفرق الناس.
لا يمكن لفكرة أن توحد البشرية مهما كانت نبيلة وشاملة، لأن الفكرة ليست إلا استجابة مشروطة؛ ولا بد لهذه الاستجابة أن تكون غير كافية في مواجهة تحدي الحياة، ولا بد أن تجلب الصراع والحيرة. لا يمكن للدين القائم على الأفكار أن يجمع الناس. إن الدين كسلطة يستطيع أن يوحد مجموعة من الناس ولكنه سيولد العداوة والصراع بشكل حتمي. إن تجربة الآخر ليست الحقيقة، مهما كانت هذه التجربة (الخبرة) عظيمة. لا يمكن للحقيقة أبداً أن تكون نتاج السلطة القائمة على الإسقاط الذاتي. إن خبرة المعلم والمرشد والقديس والمخلص ليست الحقيقة التي عليك اكتشافها. إن حقيقة الآخر ليست الحقيقة. لربما تردد تعابير لفظية من الحقيقة للآخر ولكن هذا سيصبح كذباً في عملية التكرار.

إن تجربة الآخر غير صالحة في فهم الحياة والواقع، إلا أن الأديان المنظمة في العالم قائمة على تجربة الآخر وهي بالتالي لا تحرر الإنسان وإنما تقيده بنموذج معين وهذا النموذج ينصِّب الإنسان ضد الإنسان. على كل واحد منا أن يبدأ جديداً، حيوياً لأن ما نحن عليه هو العالم. ليس العالم مختلفاً عني وعنك. هذا العالم الصغير من مشكلاتنا، يتوسع ويصبح العالم، ومشكلات العالم.
نحن قانطون من فهمنا فيما يتعلق بمشكلات العالم الكبيرة. لا نرى أن المشكلة ليست مشكلة فعل جماهيري وإنما في صحوة الفرد ووعيه بالعالم الذي يعيش فيه وقدرته على حل مشكلات عالمه هذا مهما كان محدوداً. الجماهير تجريد يستغله رجل السياسة، من يملك إيديولوجيا. الجماهير في الواقع هي أنا وأنت والآخر. وعندما نُنوّم - أنت وأنا والآخر - مغناطيسياً بالكلمة، حينها نصبح الجماهير، التي ما تزال تجريداً لأن الكلمة تجريد. إن الفعل الجماهيري وهم. هذا الفعل حقيقةً ليس إلا فكرةً عن فعل قلّة من الناس الذين نتقبّلهم جراء حيرتنا ويأسنا. نختار قادتنا انطلاقاً من حيرتنا وقنوطنا، سواءٌ كانوا سياسيين أو دينيين؛ ولا بد أن يكون هؤلاء القادة في حيرة ويأس بالمقابل، لأنهم خيارنا. ربما ينشرون جواً من اليقين والمعرفة ولكن بما أنهم في الواقع مرشدي الحيارى لا بد أن يكونوا أيضاً في حيرة مساوية وإلا لن يكونوا "المرشدين". أن تتبع نمطاً أو إيديولوجيا في عالم يكون فيه القائد (المرشد) والمُقاد مشوشان، بمعرفة أو بعدمها، يعني أن تخلق المزيد والمزيد من الصراع والتعاسة.

إذن، الفرد هو المهم، وليست فكرته أو أولئك الذين يتبع أو بلده أو معتقده. أنت مهم، ليس تبعاً للأمة التي تنتمي إليها أو العقيدة التي تعتنق أو تبعاً للون أو المذهب. إن الإيديولوجيا ليست إلا الإسقاط لإشراطاتنا. هذه الإشراطات قد تكون نافعة كمعرفة في مستوى معين؛ ولكن في مستوى مختلف، في مستوى أعمق للوجود، تصبح مؤذية ومدمرة إلى درجة كبيرة. وبما أنها إسقاطاتك – الدينية والإيديولوجية والقومية – فإن كل فعل يقوم عليها لا بد أن يكون عبثياً مثل الكلب الذي يطارد ذيله. وللأن كلَّ المثاليات من خلق الإنسان، نتاج إسقاطاتك أنت، فهي لا تكشف الحقيقة.

بإمكاننا تحرير أنفسنا والنظر إلى المشكلات بشكل جديد فقط عندما يدرك كل منا البنية الحالية للوجود، هذه البنية القائمة على المثاليات والاستنتاجات ذاتية الإسقاط. لا يمكن أن تُحّل الأزمات والكوارث الوشيكة بمجموعة أخرى من الإيديولوجيات ذاتية الإسقاط ولكن فقط حين تدرك – أنت كفرد – حقيقة الأمر وتبدأ بفهم السيرورة الكليّة لأفكارك ومشاعرك. يكون الفرد مهماً فقط في هذا المنظور وليس في الاستجابة المعزولة، المتحجرة للمشكلة.

بالنهاية إن المشكلة الأساسية في العالم هي الاستجابة غير الكافية للجديد، للتحدي المتغير للحياة. يخلقُ عدم الكفاية الصراعَ الذي يُحدث المشكلة. علينا أن نواجه العديد من المشكلات حتى نستجيب بشكل مناسب. إن الكفاية أو الملاءمة لا تتطلب إشراطاً جديداً وإنما الحرية من كل إشراط. لن يكون بمقدورك أن تستجيب بشكل ملائم للمشكلات - التي هي من خلقك أنت ومن خلق العالم أيضاً -  طالما أنت بوذي أو مسيحي أو مسلم أو هندوسي أو تنتمي إلى اليمين أو اليسار. لن تجلب تقوية الإشراط، دينياً أو اجتماعياً، السلام لك وللعالم.

إن العالم هو مشكلتك ولكي تفهمه عليك أن تفهم نفسك. إن فهمك لنفسك ليس مسألة زمنية. أنت موجود في العلاقة فقط وخلافاً لذلك فأنت لست موجود. إن علاقتك هي المشكلة – علاقتك بالمُكلية والناس والأفكار والمعتقدات. إن العلاقة الآن هي خلاف وصراع؛ افعل ما شئت، نوّم نفسك إيديولوجياً أو دوغمائياً فإنك لن تصل إلى السلام والراحة أبداً طالما بقيت غير فاهمٍ علاقتك ذاتها. إن هذا الفهم لنفسك هو الفعل في العلاقة. تكتشف نفسك كما أنت، مباشرة في العلاقة. إن العلاقة هي المرآة التي تستطيع أن ترى بها نفسك كما هي عليه. لن تستطيع رؤية نفسك كما هي عليه في هذه المرآة إذا قاربتها أو حاولت فهمها بخلاصة أو شرح ما، أو من خلال النقد أو التبرير.

إن هذا الإدراك بحد ذاته لما أنت عليه، وكما أنت عليه أثناء لحظة الفعل في العلاقة هو الذي يحررك من الـ ما هو موجود (The “What is”). يكون الاكتشاف في الحرية فقط. لا يستطيع العقل المشروط اكتشافَ الحقيقة. ليست الحرية تجريداً، إنها تأتي إلى الوجود مع الفضيلة. لأن جوهر الفضيلة ذاته هو التحرر مما يسبب الحيرة والضياع. أخيراً، اللافضيلة هي الفوضى والصراع. لكن، الفضيلة هي الحرية، هي نقاء الإدراك الذي يخلقه هذا الفهم. ليس بإمكانك أن تصير فضيلاً. إن التصيّر (The Becoming) هو وهم الطمع أو الاستحواذ. الفضيلة هي الإدراك الفوري لــــِ ما هو موجود. إذن، معرفة النفس هي بداية الحكمة؛ والحكمة هي التي ستحل مشكلاتك وكذلك مشكلات العالم.

28 ديسمبر  1950 - كولومبو - حديث إذاعي.
ترجمة: إيمار سلوم