ملتقى أصدقاءْ حركة زايتجايست بالعربية

حسنا ...هل يفترض أن نفرح لهذا الخبر ؟؟ 
ولنفترض اننا تقدمنا عشر خطوات دفعة واحده وتمكنا من ايقاف عملية التقدم بالعمر لدى ديدان تدعى بالبشر .... عمر من سنسعى لإيقاف تقدمه ؟؟ من يمتلك اكثر ؟؟ من بيده السلطة والقرار ؟؟ العلماء الذين يبحثون في هذا المجال ؟؟ رواد الفضاء للوصول الى كوكب يبعد عنا 1700 سنه ضوئية ؟؟ 
السؤال الأكبر : لماذا كل هذا ؟؟ 
حقا لا افهم 
.
لو اننا انتهينا من مشاكل الأرض وتناقضاتها المستعصية 
لو اننا نعيش في مجتمعات انسانية واعية ...متعاونه ومتكافله
لو اننا في مجتمعات متوازنه ديموغرافيا ...لا عشوائية التكاثر والتسابق في انتاج بضاعة كاسده 
لقلت اجل ... اطالة العمر متعة حقيقية ...تؤهلك الإستمتاع بحيوات إضافية ...بنقل خبرات وتجارب ومعارف ثمينه ... بالتنقل بين عوالم فضائية بعيده تذكرك بمسلسل Dr. who الخيالي 
أما وان ثلاثة ارباع سكان الكوكب تعيش حياة معرفيه اميّة تنقلها تلقائيا من جيل الى جيل 
ثلاثة ارباع سكان الكوكب تعيش حالة حروب شبه دائمة أو مهدده باستمرار به 
كوكب علية من اسلحة الدمار الشامله مايكفي لتمزيق الكوكب ذاته الى شظايا ثلاث او اربع مرات 
كل هذا يجعلني اتساءل : الى اين نسير ؟؟


عنوان عريض في صفحة الفضائيين : اقتربنا خطوة اضافيه من الأبدية ..بعد قيام العلماء بإيقاف عملية التقدم بالعمر لدى الديدان

عنوان عريض في صفحة الفضائيين : اقتربنا خطوة اضافيه من الأبدية ..بعد قيام العلماء بإيقاف عملية التقدم بالعمر لدى الديدان

حسنا ...هل يفترض أن نفرح لهذا الخبر ؟؟ 
ولنفترض اننا تقدمنا عشر خطوات دفعة واحده وتمكنا من ايقاف عملية التقدم بالعمر لدى ديدان تدعى بالبشر .... عمر من سنسعى لإيقاف تقدمه ؟؟ من يمتلك اكثر ؟؟ من بيده السلطة والقرار ؟؟ العلماء الذين يبحثون في هذا المجال ؟؟ رواد الفضاء للوصول الى كوكب يبعد عنا 1700 سنه ضوئية ؟؟ 
السؤال الأكبر : لماذا كل هذا ؟؟ 
حقا لا افهم 
.
لو اننا انتهينا من مشاكل الأرض وتناقضاتها المستعصية 
لو اننا نعيش في مجتمعات انسانية واعية ...متعاونه ومتكافله
لو اننا في مجتمعات متوازنه ديموغرافيا ...لا عشوائية التكاثر والتسابق في انتاج بضاعة كاسده 
لقلت اجل ... اطالة العمر متعة حقيقية ...تؤهلك الإستمتاع بحيوات إضافية ...بنقل خبرات وتجارب ومعارف ثمينه ... بالتنقل بين عوالم فضائية بعيده تذكرك بمسلسل Dr. who الخيالي 
أما وان ثلاثة ارباع سكان الكوكب تعيش حياة معرفيه اميّة تنقلها تلقائيا من جيل الى جيل 
ثلاثة ارباع سكان الكوكب تعيش حالة حروب شبه دائمة أو مهدده باستمرار به 
كوكب علية من اسلحة الدمار الشامله مايكفي لتمزيق الكوكب ذاته الى شظايا ثلاث او اربع مرات 
كل هذا يجعلني اتساءل : الى اين نسير ؟؟


أتعلم ان الروبوتات والمكننة الذاتية ( الاتمتة ) ، تلك الجميلة ذات الطلاء اللماع ، الرشيقة الحركات هي التي ستدفع الانسان وتقوده الى ثوره لا تشبه كل الثورات والى تغيير لا يشبة اي تغيير والى حريق لا يشبه حتى حريق جهنم ، هذا ما ستفعله الاَلات فيما بعد ، سوف تتسلل في غفلة الجشع الرأسمالي .
العمال أقصتهم الماكنات وعزلتهم عن حياتهم الحقة وإمكانياتهم وإبداعاتهم لأجل من ، لأجل زيادة الانتاج والأرباح وحلاة الجودة ، ونفخ المزيد والمزيد من الأضرار الطبيعية ، هذه الآلات الصماء بزغم وجودها وكثرتها هي التي تقود الانسان الى الثورة العظيمة تلك التي لا تشبه كل الثورات ، ستقوم لأجل الانسان ولخدمته فقط لا غير .
Shani Art

الروبوت والانسان

الروبوت والانسان

أتعلم ان الروبوتات والمكننة الذاتية ( الاتمتة ) ، تلك الجميلة ذات الطلاء اللماع ، الرشيقة الحركات هي التي ستدفع الانسان وتقوده الى ثوره لا تشبه كل الثورات والى تغيير لا يشبة اي تغيير والى حريق لا يشبه حتى حريق جهنم ، هذا ما ستفعله الاَلات فيما بعد ، سوف تتسلل في غفلة الجشع الرأسمالي .
العمال أقصتهم الماكنات وعزلتهم عن حياتهم الحقة وإمكانياتهم وإبداعاتهم لأجل من ، لأجل زيادة الانتاج والأرباح وحلاة الجودة ، ونفخ المزيد والمزيد من الأضرار الطبيعية ، هذه الآلات الصماء بزغم وجودها وكثرتها هي التي تقود الانسان الى الثورة العظيمة تلك التي لا تشبه كل الثورات ، ستقوم لأجل الانسان ولخدمته فقط لا غير .
Shani Art

وعيك هو وعي البشريَّة
ج. كريشنامورتي
الأزمة ليست اقتصادية – الحرب، القنبلة، رجال السياسة، العلماء –، الأزمة فينا، الأزمة في وعينا. فإلى أن نفهم فهمًا عميقًا جدًّا طبيعة ذاك الوعي، فنشكِّك ونغوص عميقًا فيه ونكتشف بأنفسنا إنْ كان بالمستطاع إحداث طفرة كلِّية في ذاك الوعي، سيواصل العالم اختلاق المزيد من البؤس، المزيد من البلبلة، المزيد من الرعب. ومنه، ليست مسؤوليتنا نوعًا ما من العمل الغيري، السياسي أو الاقتصادي، بل الإحاطة بطبيعة كياننا: لماذا صرنا هكذا، نحن البشر الذين مافتئنا نعيش على هذه الأرض الجميلة البديعة.
فإذا كنتم مستعدِّين، إذا كانت المسؤولية مسؤوليتكم، بوسعنا أن ندرك، معًا، طبيعة وعينا، طبيعة كياننا. هذه ليست محاضرة، لكننا نحاول – أنتم والمتكلِّم معًا، غير منفصلين – أن نرصد حركة هذا الوعي وعلاقته بالعالم، سواء كان ذاك الوعي فرديًّا، منفصلاً، أو كان ذاك الوعي وعي النوع البشري بأسره. منذ الطفولة، نُربَّى على أن نكون أفرادًا، ذوي نفوس منفصلة – إذا اتفق لكم أن تؤمنوا بمثل هذا النوع من الأفكار. لقد دُرِّبتَ، رُبِّيتَ، أُشرِطتَّ على التفكير كفرد. فلأنَّ لنا أسماء منفصلة، هيئات منفصلة – سُمْر، شُقْر، طوال، قِصار، بيض، سود، إلى آخره –، ولأننا نختص بميول وخبرات بعينها، ترانا نظن أننا أفراد منفصلون. لكننا الآن سنشكِّك في هذه الفكرة بالذات: هل نحن أفراد؟
هذا لا يعني أننا نوع من الكائنات الهلامية، ولكنْ، فعليًّا، هل نحن أفراد؟ يقول العالم أجمع، دينيًّا وبطُرُق أخرى على حدٍّ سواء، بأننا أفراد منفصلون. واعتبارًا من ذلك المفهوم، وربما من ذلك الوهم، إذ يحاول كلُّ واحد منَّا أن ينجز، أن يصير شيئًا، فإنه ينافس الآخر، يقاتله. ومنه، إذا بقينا على أسلوب الحياة ذاك لا بدَّ لنا حتمًا من التشبُّث بالقوميات، بالقَبَلية، بالحرب. فلماذا نتمسك بالقومية وبالهوى الذي يحرِّضها، وهو ما يحدث الآن؟ لماذا نضفي كلَّ هذه الأهمية الخارقة على القومية، وهي قَبَلية أساسًا؟ لماذا؟ ألأنَّ في تمسُّكنا بالقبيلة، بالجماعة، نوعًا من الأمان؟ – لا الأمان المادي، بل الأمان النفسي، الإحساس الباطن بالاكتفاء، بالامتلاء. إذا كان الأمر على هذا النحو فإن القبيلة الأخرى أيضًا تحسُّ إحساسًا مماثلاً؛ ومنه ينجم الانقسام، تنجم الحرب، النزاع.
إذا رأى المرءُ حقيقةَ هذا فعليًّا، لا نظريًّا، وإذا شاء أن يعيش على هذه الأرض – وهي أرضنا جميعًا، لا أرضك أنت أو أرضي أنا، لا الأرض الأميركية أو الروسية أو الهندوسية –، إذ ذاك ليس هناك من قومية على الإطلاق، بل الوجود الإنساني فحسب. إنها حياة واحدة – ليست حياتك أنت أو حياتي أنا، بل الحياة في كلِّيتها. لكن هذه الفردية الموروثة ما انفكت الأديان تُديمُها، في الشرق وفي الغرب على حدٍّ سواء.
والآن، هل الأمر على هذا النحو؟ إنه لأمرٌ جيدٌ جدًّا، كما تعلمون، أن نشك، أمرٌ جيدٌ جدًّا أن نتصف بذهن يشكِّك، لا يقبل، ذهن يقول: لم يعد بإمكاننا أن نواصل الحياة هكذا، على هذا النحو الوحشي، العنيف. ومنه، فإن للشك، للتشكيك أهمية خارقة، لا الاكتفاء بتقبُّل أسلوب الحياة الذي اتَّبعناه ربما طوال ثلاثين عامًا، أو أسلوب الحياة الذي اتَّبعه الإنسانُ طوال مليون سنة. وإذن، فنحن نشكِّك في واقعية الفردية.
الوعي يعني التيقُّظ، المعرفة، الإدراك، الرصد. ومحتوى الوعي هو معتقدك، لذَّتك، خبرتك، المعرفة المعيَّنة التي جمعتَها، سواء من خلال الخبرة الخارجية أو من خلال مخاوفك، تعلُّقاتك، ألمك، عذاب الوحشة، الأسى، البحث عن شيء أكثر من مجرَّد الوجود الجسماني – ذاك كلُّه هو وعي المرء وما يحتويه. قوام الوعي هو محتواه. من غير محتوى، ينعدم الوعي كما نعرفه. ذاك الوعي – وهو معقَّد للغاية، متناقض، يتصف بحيوية خارقة –، هل هو وعيك أنت؟ هل الفكر فكرك؟ أم أنه لا يوجد سوى التفكير، وهو ليس من الشرق ولا من الغرب؟ يوجد التفكير وحسب، تشترك فيه البشريةُ جمعاء، أغنياؤها وفقراؤها على حدٍّ سواء. فالتقنيون، بمقدرتهم الخارقة، أو الرهبان الذين ينسحبون من العالم ويكرِّسون أنفسهم لفكرة ما، مازالوا يفكرون.
فهل تشترك البشرية جمعاء في هذا الوعي؟ أينما ذهب المرء، تراه يشهد الشقاء، الألم، القلق، الوحشة، الجنون، الخوف، إلحاح الرغبة. هذا كلُّه مشترك بين الجميع؛ إنه الأرضية التي يقف عليها كلُّ إنسان. وعيك أنت هو وعي البشرية، بقية البشر. إذا فهم المرءُ طبيعةَ هذا الأمر – أنك بقية النوع البشري، مع أن أسماءنا مختلفة، نعيش في أجزاء مختلفة من العالم، نُربَّى بطُرُق شتى، نكون ميسوري الحال أو مدقعي الفقر –، حين تنظر خلف القناع تجدك مثل باقي البشر: عصابيًّا، موجوعًا، تعاني الوحشة والقنوط، تؤمن بوهم ما، إلى آخر ما هنالك. وسواء ذهبتَ إلى الشرق أو إلى الغرب وجدتَ الأمر على هذا النحو. قد لا تستحبُّه، بل قد تستحبُّ التفكير بأنك كلِّي الاستقلالية، حرٌّ، فرد. لكنك حين ترصد رصدًا عميقًا للغاية تجد أنك بقية البشرية.
أوهَيْ، 1 أيار 1982

وعيك هو وعي البشريَّة .... ج. كريشنامورتي

وعيك هو وعي البشريَّة .... ج. كريشنامورتي

وعيك هو وعي البشريَّة
ج. كريشنامورتي
الأزمة ليست اقتصادية – الحرب، القنبلة، رجال السياسة، العلماء –، الأزمة فينا، الأزمة في وعينا. فإلى أن نفهم فهمًا عميقًا جدًّا طبيعة ذاك الوعي، فنشكِّك ونغوص عميقًا فيه ونكتشف بأنفسنا إنْ كان بالمستطاع إحداث طفرة كلِّية في ذاك الوعي، سيواصل العالم اختلاق المزيد من البؤس، المزيد من البلبلة، المزيد من الرعب. ومنه، ليست مسؤوليتنا نوعًا ما من العمل الغيري، السياسي أو الاقتصادي، بل الإحاطة بطبيعة كياننا: لماذا صرنا هكذا، نحن البشر الذين مافتئنا نعيش على هذه الأرض الجميلة البديعة.
فإذا كنتم مستعدِّين، إذا كانت المسؤولية مسؤوليتكم، بوسعنا أن ندرك، معًا، طبيعة وعينا، طبيعة كياننا. هذه ليست محاضرة، لكننا نحاول – أنتم والمتكلِّم معًا، غير منفصلين – أن نرصد حركة هذا الوعي وعلاقته بالعالم، سواء كان ذاك الوعي فرديًّا، منفصلاً، أو كان ذاك الوعي وعي النوع البشري بأسره. منذ الطفولة، نُربَّى على أن نكون أفرادًا، ذوي نفوس منفصلة – إذا اتفق لكم أن تؤمنوا بمثل هذا النوع من الأفكار. لقد دُرِّبتَ، رُبِّيتَ، أُشرِطتَّ على التفكير كفرد. فلأنَّ لنا أسماء منفصلة، هيئات منفصلة – سُمْر، شُقْر، طوال، قِصار، بيض، سود، إلى آخره –، ولأننا نختص بميول وخبرات بعينها، ترانا نظن أننا أفراد منفصلون. لكننا الآن سنشكِّك في هذه الفكرة بالذات: هل نحن أفراد؟
هذا لا يعني أننا نوع من الكائنات الهلامية، ولكنْ، فعليًّا، هل نحن أفراد؟ يقول العالم أجمع، دينيًّا وبطُرُق أخرى على حدٍّ سواء، بأننا أفراد منفصلون. واعتبارًا من ذلك المفهوم، وربما من ذلك الوهم، إذ يحاول كلُّ واحد منَّا أن ينجز، أن يصير شيئًا، فإنه ينافس الآخر، يقاتله. ومنه، إذا بقينا على أسلوب الحياة ذاك لا بدَّ لنا حتمًا من التشبُّث بالقوميات، بالقَبَلية، بالحرب. فلماذا نتمسك بالقومية وبالهوى الذي يحرِّضها، وهو ما يحدث الآن؟ لماذا نضفي كلَّ هذه الأهمية الخارقة على القومية، وهي قَبَلية أساسًا؟ لماذا؟ ألأنَّ في تمسُّكنا بالقبيلة، بالجماعة، نوعًا من الأمان؟ – لا الأمان المادي، بل الأمان النفسي، الإحساس الباطن بالاكتفاء، بالامتلاء. إذا كان الأمر على هذا النحو فإن القبيلة الأخرى أيضًا تحسُّ إحساسًا مماثلاً؛ ومنه ينجم الانقسام، تنجم الحرب، النزاع.
إذا رأى المرءُ حقيقةَ هذا فعليًّا، لا نظريًّا، وإذا شاء أن يعيش على هذه الأرض – وهي أرضنا جميعًا، لا أرضك أنت أو أرضي أنا، لا الأرض الأميركية أو الروسية أو الهندوسية –، إذ ذاك ليس هناك من قومية على الإطلاق، بل الوجود الإنساني فحسب. إنها حياة واحدة – ليست حياتك أنت أو حياتي أنا، بل الحياة في كلِّيتها. لكن هذه الفردية الموروثة ما انفكت الأديان تُديمُها، في الشرق وفي الغرب على حدٍّ سواء.
والآن، هل الأمر على هذا النحو؟ إنه لأمرٌ جيدٌ جدًّا، كما تعلمون، أن نشك، أمرٌ جيدٌ جدًّا أن نتصف بذهن يشكِّك، لا يقبل، ذهن يقول: لم يعد بإمكاننا أن نواصل الحياة هكذا، على هذا النحو الوحشي، العنيف. ومنه، فإن للشك، للتشكيك أهمية خارقة، لا الاكتفاء بتقبُّل أسلوب الحياة الذي اتَّبعناه ربما طوال ثلاثين عامًا، أو أسلوب الحياة الذي اتَّبعه الإنسانُ طوال مليون سنة. وإذن، فنحن نشكِّك في واقعية الفردية.
الوعي يعني التيقُّظ، المعرفة، الإدراك، الرصد. ومحتوى الوعي هو معتقدك، لذَّتك، خبرتك، المعرفة المعيَّنة التي جمعتَها، سواء من خلال الخبرة الخارجية أو من خلال مخاوفك، تعلُّقاتك، ألمك، عذاب الوحشة، الأسى، البحث عن شيء أكثر من مجرَّد الوجود الجسماني – ذاك كلُّه هو وعي المرء وما يحتويه. قوام الوعي هو محتواه. من غير محتوى، ينعدم الوعي كما نعرفه. ذاك الوعي – وهو معقَّد للغاية، متناقض، يتصف بحيوية خارقة –، هل هو وعيك أنت؟ هل الفكر فكرك؟ أم أنه لا يوجد سوى التفكير، وهو ليس من الشرق ولا من الغرب؟ يوجد التفكير وحسب، تشترك فيه البشريةُ جمعاء، أغنياؤها وفقراؤها على حدٍّ سواء. فالتقنيون، بمقدرتهم الخارقة، أو الرهبان الذين ينسحبون من العالم ويكرِّسون أنفسهم لفكرة ما، مازالوا يفكرون.
فهل تشترك البشرية جمعاء في هذا الوعي؟ أينما ذهب المرء، تراه يشهد الشقاء، الألم، القلق، الوحشة، الجنون، الخوف، إلحاح الرغبة. هذا كلُّه مشترك بين الجميع؛ إنه الأرضية التي يقف عليها كلُّ إنسان. وعيك أنت هو وعي البشرية، بقية البشر. إذا فهم المرءُ طبيعةَ هذا الأمر – أنك بقية النوع البشري، مع أن أسماءنا مختلفة، نعيش في أجزاء مختلفة من العالم، نُربَّى بطُرُق شتى، نكون ميسوري الحال أو مدقعي الفقر –، حين تنظر خلف القناع تجدك مثل باقي البشر: عصابيًّا، موجوعًا، تعاني الوحشة والقنوط، تؤمن بوهم ما، إلى آخر ما هنالك. وسواء ذهبتَ إلى الشرق أو إلى الغرب وجدتَ الأمر على هذا النحو. قد لا تستحبُّه، بل قد تستحبُّ التفكير بأنك كلِّي الاستقلالية، حرٌّ، فرد. لكنك حين ترصد رصدًا عميقًا للغاية تجد أنك بقية البشرية.
أوهَيْ، 1 أيار 1982

علينا قبل كل شيء ان نعّرف الوعي أولاً ، ما الوعي وما المقصود ( لم يتطور وعينا ) . اعتقد حسبما يشير له البوست في هذه اللوحة الرائعة للرسام الإسباني فرانثيسكو جويا ومشهد قتل الثوار ، هو ان التآخي الإنساني والاخلاقي هو الحبل الرابط في صميم الوعي الإنساني ، ذلك ان تطور أدواتنا في كافة المجالات وضمنها التطور التكنلوجي أضافة الى كافة النشاطات الذهنية والتعليمية والمعلوماتية والعلمية والى اخره ، جميعها ليست بالضرورة كفيلة في تطوير الوعي الانساني الاخلاقي على وجه التحديد ، مالم يتبعه نضوج الحس الاخلاقي وبعيداً عن اي ألتباس أود التوضيح هنا ليس المعنى او المقصود الأخلاق النسبية بزمامها ومكانها ، وانما اعني معنى الخير والبرائة الأصيلة الحقيقية المتواجدة فينا من نعومة أظافرنا ومن النشأة الاولى قبل ان تلوثها يد العقائد وفرائس إلانا ورغبات سطوة المال وكثافة الجشع واللامسؤولية ، اذن هناك اشكالية في الظمير الإنساني ، اشكالية حقيقية ومتجذرة ، فالإنسان رغم التطور هو غير ناضج تماماً . أدواتنا والتكنلوجيا ان ساء استخدامها تبعدنا بعضنا عن بعض رغم انها توفر لنا سهولة التواصل ، وتغربنا ايضاً عن ذواتنا ان أضحت طقساً ومحفلاً وأدماناً . ان شعور عامة الأوروبيين والأمريكيين وفي البقاع القليلة الميسورة الاخرى في هذا العالم نجد عندهم للأسف شحة وجفافية في شعورهم الانساني تجاه مايحدث ويجري من قتل وجوع في اصقاع اخرى من هذا العالم . أذن بالنتيجة اشكالية الظمير الإنساني هي أعمق بكثير من ان تصنف بزاوية معينه . ربما افضل مايمكن قولة هنا هو قول الفيلسوف الألماني إيمانويل كانت : ( السماء المضاءة بالنجوم فوق رأسي والقانون الاخلاقي في داخلي ) . اذن يجب ان تنهض وتعيش هذه الناحية النبيلة في دواخلنا .

كتابة Shani art

لنعّرف الوعي أولاً

لنعّرف الوعي أولاً

علينا قبل كل شيء ان نعّرف الوعي أولاً ، ما الوعي وما المقصود ( لم يتطور وعينا ) . اعتقد حسبما يشير له البوست في هذه اللوحة الرائعة للرسام الإسباني فرانثيسكو جويا ومشهد قتل الثوار ، هو ان التآخي الإنساني والاخلاقي هو الحبل الرابط في صميم الوعي الإنساني ، ذلك ان تطور أدواتنا في كافة المجالات وضمنها التطور التكنلوجي أضافة الى كافة النشاطات الذهنية والتعليمية والمعلوماتية والعلمية والى اخره ، جميعها ليست بالضرورة كفيلة في تطوير الوعي الانساني الاخلاقي على وجه التحديد ، مالم يتبعه نضوج الحس الاخلاقي وبعيداً عن اي ألتباس أود التوضيح هنا ليس المعنى او المقصود الأخلاق النسبية بزمامها ومكانها ، وانما اعني معنى الخير والبرائة الأصيلة الحقيقية المتواجدة فينا من نعومة أظافرنا ومن النشأة الاولى قبل ان تلوثها يد العقائد وفرائس إلانا ورغبات سطوة المال وكثافة الجشع واللامسؤولية ، اذن هناك اشكالية في الظمير الإنساني ، اشكالية حقيقية ومتجذرة ، فالإنسان رغم التطور هو غير ناضج تماماً . أدواتنا والتكنلوجيا ان ساء استخدامها تبعدنا بعضنا عن بعض رغم انها توفر لنا سهولة التواصل ، وتغربنا ايضاً عن ذواتنا ان أضحت طقساً ومحفلاً وأدماناً . ان شعور عامة الأوروبيين والأمريكيين وفي البقاع القليلة الميسورة الاخرى في هذا العالم نجد عندهم للأسف شحة وجفافية في شعورهم الانساني تجاه مايحدث ويجري من قتل وجوع في اصقاع اخرى من هذا العالم . أذن بالنتيجة اشكالية الظمير الإنساني هي أعمق بكثير من ان تصنف بزاوية معينه . ربما افضل مايمكن قولة هنا هو قول الفيلسوف الألماني إيمانويل كانت : ( السماء المضاءة بالنجوم فوق رأسي والقانون الاخلاقي في داخلي ) . اذن يجب ان تنهض وتعيش هذه الناحية النبيلة في دواخلنا .

كتابة Shani art



كل ماده تتواجد في الطبيعه في الكون تشغل حيزا ما ...إذا لم تشغل فهي غير موجوده 
الطاقه ماده ...الأفكار ايضا طاقه ...أي أنها ماده ...تشغل حيزا في دماغك لذلك لا يمكنك مناقشة فكرتين في آن معا 
تواجدك هو الفراغ الذي تشغله 
للتواجد شروط ....هي الطعام ...الشراب ...وجود السكن ...اصدقاء 
أما الحياة ...فهي أنت وكل شئ في الطبيعة 
حياتك هي طاقتك الحياتيه 
النار ايضا عنصر حي ....وحياته تتمثل في الضوء الذي يعطيه والحرارة 
الماء عنصر حي ...تتمثل حياته في نمو كل شئ في وسطه المائي وفي برودته وخواصه 
التراب والحجارة ايضا عناصرحية وحياتها تتمثل في استقرارها وتماسكها والعناصر الحية المتواجده فيها 
الفرق بين حياتك وحياة تلك العناصر هو وعيك بأنك حي 
هناك تعارض بين التواجد وبين العيش 
تواجدك هو عباره عن متطلبات ...ثقل ... ( طعام ...شراب ...سكن...ووو) تلاحظ ذلك حين تتزوج/ تتزوجي ...لاتمر بضع ايام الا وتشعر بأن شيئا ما قد تحطم في وجودك هو في الحقيقة وجود شخص آخر بدأ يشغل جزء من فراغك الواسع الذي كان وجودك سابقا يحتله ...لكن من اجل ان تعيش ...تتفاعل ...تشعر بنبض الحياة... ستغض النظر وتتنازل عن جزء من فراغك لصديق ...لحبيب ... لشخص او اشخاص تتلائم معهم أو تتنازل عن الكثير من متطلباتك الحياتيه وراحتك الشخصيه مقابل ان يحصل هذا التلاؤم
الثقل الذي يشعر به الشخص الذي يعيش وحيدا رغم توفر كل عناصر التواجد هو ثقل قاتل يدفع بالبعض الى الإنتحار .... تمسكك بالتواجد يبعدك عن ان تعيش الحياة ....
الحياة هي ان تشارك ....تتفاعل ....تتنقل ...تعطي بلا مقابل ....تحب بلا شروط .... تكتشف ذاتك ومواهبك ...وتقدمها للآخرين ....حين تشعر بكأبة الحياة وتتساءل لمَ وجدنا ؟؟
ستجد أن العطاء والحب الشمولي هو الراحة وسر وجودك في الحياة
كثير هي الشعوب التي بادت لأن سعيها انصب في ان تكون ....ونسيت أن تعيش

الفرق بين أن تتواجد .. وأن تعيش !

الفرق بين أن تتواجد .. وأن تعيش !



كل ماده تتواجد في الطبيعه في الكون تشغل حيزا ما ...إذا لم تشغل فهي غير موجوده 
الطاقه ماده ...الأفكار ايضا طاقه ...أي أنها ماده ...تشغل حيزا في دماغك لذلك لا يمكنك مناقشة فكرتين في آن معا 
تواجدك هو الفراغ الذي تشغله 
للتواجد شروط ....هي الطعام ...الشراب ...وجود السكن ...اصدقاء 
أما الحياة ...فهي أنت وكل شئ في الطبيعة 
حياتك هي طاقتك الحياتيه 
النار ايضا عنصر حي ....وحياته تتمثل في الضوء الذي يعطيه والحرارة 
الماء عنصر حي ...تتمثل حياته في نمو كل شئ في وسطه المائي وفي برودته وخواصه 
التراب والحجارة ايضا عناصرحية وحياتها تتمثل في استقرارها وتماسكها والعناصر الحية المتواجده فيها 
الفرق بين حياتك وحياة تلك العناصر هو وعيك بأنك حي 
هناك تعارض بين التواجد وبين العيش 
تواجدك هو عباره عن متطلبات ...ثقل ... ( طعام ...شراب ...سكن...ووو) تلاحظ ذلك حين تتزوج/ تتزوجي ...لاتمر بضع ايام الا وتشعر بأن شيئا ما قد تحطم في وجودك هو في الحقيقة وجود شخص آخر بدأ يشغل جزء من فراغك الواسع الذي كان وجودك سابقا يحتله ...لكن من اجل ان تعيش ...تتفاعل ...تشعر بنبض الحياة... ستغض النظر وتتنازل عن جزء من فراغك لصديق ...لحبيب ... لشخص او اشخاص تتلائم معهم أو تتنازل عن الكثير من متطلباتك الحياتيه وراحتك الشخصيه مقابل ان يحصل هذا التلاؤم
الثقل الذي يشعر به الشخص الذي يعيش وحيدا رغم توفر كل عناصر التواجد هو ثقل قاتل يدفع بالبعض الى الإنتحار .... تمسكك بالتواجد يبعدك عن ان تعيش الحياة ....
الحياة هي ان تشارك ....تتفاعل ....تتنقل ...تعطي بلا مقابل ....تحب بلا شروط .... تكتشف ذاتك ومواهبك ...وتقدمها للآخرين ....حين تشعر بكأبة الحياة وتتساءل لمَ وجدنا ؟؟
ستجد أن العطاء والحب الشمولي هو الراحة وسر وجودك في الحياة
كثير هي الشعوب التي بادت لأن سعيها انصب في ان تكون ....ونسيت أن تعيش



كثيرا ما يخلط بين الدين والروحانيه 
كيف نفرق بين الدين والروحانية ؟؟
الدين هو : 
الإيمان بوجود خالق للكون - واحد أو أكثر - 
وجود نظام محدد للعقيدة أو العبادة لايمكنك تغييره او إصلاحه إن لم يعجبك لأنه منزل 
وجود مؤسسه دينية تشرف على عمليات التنفيذ والإرشاد الروحي ...تتمثل في الجامعات ..الجوامع ...الكنائس وغيرها من دور عباده 
إختصار تعريف الدين هو مجموعة من المعتقدات والطقوس - القادمه من الخارج (وغالبا من السماء ) التي تدعي أنها توصل الإنسان إلى علاقة صحيحة مع الله .... تشرف عليها مؤسسات دينية عليا 
أما الروحانية ...فهي تركيز الفرد على الأمور الروحية والعالم الروحي الداخلي لذاته بالطريقه التي يختارها والتي تريحه نفسيا وتشعره بتوازن الأحاسيس والمشاعر 
لا تحتاج الروحانيه الى نصوص او نظم أو طقوس تسير عليها 
لا تحتاج الى مرشدين أو دور عباده 
تعتبر أي مكان في الطبيعة هو مكان مقدس يصلح ان تنفرد فيه مع ذاتك التي هي جزء من المقدس العام حولك 
بقي ان نعلم أن جميع المشاعر الفطريه التي تلد مع أي كائن على الأرض- ولا تخص فقط البشر - هي روحانيات : الحب ..الشفقة ... الضمير ...التعاطف ...التواضع ...العطاء ...التعاون ...الفضول الإيجابي ...البحث المعرفي 
وعكسها كما ينقل عن حِكَم الشعوب القديمة ( قبائل الهنود الحمر ) :
الجهل ...الغرور ....الغضب ....الحسد ....البخل ...الأنانيه ....التسلط ...كلها ابخرة تتصاعد من أرواح ضاله فقدت الطريق .... اصبر عليهم وادعوا لهم أن يجدوا طريق الراحة والحب والسكينه 
. 
وبما انه مضى على هذا الكلام الاف السنين والأرواح الضاله في زياده وليس نقصان ...فسأدعوا لهم على طريقتي الخاصة التي توصلهم الى السكينه من أقرب طريق 
.
بقي أخيرا أن نقول ....أن الروحانية هي التداخل المنسجم بين الذات ( الروح ) والماده ....الشئ الذي نراه ايضا في كل مكونات الكون ....المعبر عنها بتحولات الطاقه الى مادة وبالعكس


  • كتابةZakia Sardast


كيف نفرق بين الدين والروحانية ؟

كيف نفرق بين الدين والروحانية ؟




كثيرا ما يخلط بين الدين والروحانيه 
كيف نفرق بين الدين والروحانية ؟؟
الدين هو : 
الإيمان بوجود خالق للكون - واحد أو أكثر - 
وجود نظام محدد للعقيدة أو العبادة لايمكنك تغييره او إصلاحه إن لم يعجبك لأنه منزل 
وجود مؤسسه دينية تشرف على عمليات التنفيذ والإرشاد الروحي ...تتمثل في الجامعات ..الجوامع ...الكنائس وغيرها من دور عباده 
إختصار تعريف الدين هو مجموعة من المعتقدات والطقوس - القادمه من الخارج (وغالبا من السماء ) التي تدعي أنها توصل الإنسان إلى علاقة صحيحة مع الله .... تشرف عليها مؤسسات دينية عليا 
أما الروحانية ...فهي تركيز الفرد على الأمور الروحية والعالم الروحي الداخلي لذاته بالطريقه التي يختارها والتي تريحه نفسيا وتشعره بتوازن الأحاسيس والمشاعر 
لا تحتاج الروحانيه الى نصوص او نظم أو طقوس تسير عليها 
لا تحتاج الى مرشدين أو دور عباده 
تعتبر أي مكان في الطبيعة هو مكان مقدس يصلح ان تنفرد فيه مع ذاتك التي هي جزء من المقدس العام حولك 
بقي ان نعلم أن جميع المشاعر الفطريه التي تلد مع أي كائن على الأرض- ولا تخص فقط البشر - هي روحانيات : الحب ..الشفقة ... الضمير ...التعاطف ...التواضع ...العطاء ...التعاون ...الفضول الإيجابي ...البحث المعرفي 
وعكسها كما ينقل عن حِكَم الشعوب القديمة ( قبائل الهنود الحمر ) :
الجهل ...الغرور ....الغضب ....الحسد ....البخل ...الأنانيه ....التسلط ...كلها ابخرة تتصاعد من أرواح ضاله فقدت الطريق .... اصبر عليهم وادعوا لهم أن يجدوا طريق الراحة والحب والسكينه 
. 
وبما انه مضى على هذا الكلام الاف السنين والأرواح الضاله في زياده وليس نقصان ...فسأدعوا لهم على طريقتي الخاصة التي توصلهم الى السكينه من أقرب طريق 
.
بقي أخيرا أن نقول ....أن الروحانية هي التداخل المنسجم بين الذات ( الروح ) والماده ....الشئ الذي نراه ايضا في كل مكونات الكون ....المعبر عنها بتحولات الطاقه الى مادة وبالعكس


  • كتابةZakia Sardast



تكلمنا في مقال سابق حول فكرتنا عن مستقبل المجتمع الإنساني في ظل الثورة الرقمية القادمة التي من علاماتها الخاصة طغيان التفكير الممنهج المستند على المعادلات الرياضية الخوارزمية وتطبيقاها على شبكة الأتصالات العالمية , وما ينتج عنها من توفر فرصة نوعية لفرض نظام أقتصادي وسياسي جديد تتحكم به قوى البرمجة والإدارة والتصميم حينها تفقد المعادلة الأقتصادية والمالية الحالية دورها وأهميتها وحتى قوانينها لصالح هذه المنظومة المتعددة الأستخدامات والتدخلات في جميع نواحي الحياة دون أن يتوقع أحد من البشر يتصور أن يضع حدود لها خاصة مع ما توفره من سهولة ويسر في إدارة الأعمال والأنتاج والتواصل لتحول الأرض إلى عمارة سكنية واحدة . 
الإشكالية التي يثيرها هذا التطور ليس في ما تطرحه من مستحقات وخصائص نوعية على بنية النظام العالمي وتطور العلاقات المجتمعية بما فيها أبسط العلاقات من داخل الإسرة الواحدة وأنتهاء بأعقد وأدق وأوسع العلاقات الكونية المتشابكة والمترابطة فيما بينها , السؤال هو كيف يمكننا الآن التهيؤ والأنتقال لمرحلة المجتمع الرقمي وخاصة فيما يتعلق بالمجتمعات والبلدان التي تفتقد إلى القواعد المؤسسة أو ما يطلق عليها البنى التحديدية التي تتناسب وعالم مرعب يبدو لمن لا يفهم حقيقة هذا العالم وسيرورته التكوينية ,المجتمعات المتقدمة والتي تمتلك كم هائل من المؤسسات والأطر المناسبة قد لا تعاني من صدمة الأنتقال لأنها أولا تعي هذه المشكلة والثانية أن لديها ما يكفي من عوامل ومقدمات ومعطيات تستطيع بها مواجعة هذه الحقبة القادمة ,بل وأن كثيرا من المجتمعات شرعت من الآن بتهيئة الأجواء وأعداد الخطط والبرامج التي تؤمن أنتقال طبيعي ومتناس للعالم القادم من خلال مثلا التعليم وإعداد الحكومة الإليكترونية وربط مفاصل المجتمع والدولة بقواعد بيانات واسعة ودقيقية لتمثل وجها من أوجه الأنتقال الطبيعي للعالم الجديد .
الأكثر إثارة في طريقة تعاملنا كمجتمعات ما زالت في طور التلقي والإعداد أننا لا نخشى حقيقة ما سنواجهه في المدى القريب والمتوسط من إتساع الهوة الفارقة بيننا وبين بقية المجتمعات التي أعدت وأعتدت ما هو ضروري وحساس لعملية الأنتقال , والمشكلة إن هذا العدم من الإحساس سيضعنا أمام أستحقاقات كثيرة ومنها إرادتنا ستكون مرهونة بما يمنحنا الأخرون من فرص كما أن وعيننا المتخلف لا يمكنه أن يستدرك الأخطاء العملية والعلمية بما يضيع علينا فرصة اللحاق والمسايرة , والسب كله يعود لجملة النظام الحياتي الذي نعيشه من علاقات أقتصاديىة مشتتة ونظم سياسية متهالكة ومنظومة تعليم وتأهيل في غاية التخلف كما أن فقداننا للعمل المؤسسي والجمعي وغياب الرؤية الكونية الواضحة والشفافة ساهم إلى حد بعيد في عتامة المشهد القادم وتخبط في تلمس الخيارات الأنسب. 
علينا فعل حقيقي يتمثل أولا بإعداد الدراسات العملية وبناء منظومة علمية متكاملة وفق منهجية ترسخ فكرة النظام الرقمي العالمي الجديد الذي سيتجاوز عالم العولمة وما بعد العولمة ,مشملا على تصوير هذا العالم الأفتراضي والعيش ضمن أجواءه العامة والخاصة في محاولة لأستنباط طرائق ومعالجات حقيقية تقودنا ليس فقط للفهم بل للعمل المشترك مع سائر المجتمعات وكيفية تقويم القيم والعلاقات الراهنة بحيث تكون قادرة على قيادة المجتمع لهذا التحول أو لربما بناء شبكة قيم جديدة وقوانين تمهيدية وسلسلة من الأفكار التي تجسد الرؤية الأفتراضية ومن ثم النزول للقاعدة الواقعية للمجتمع وبسط كل الأفكار المسحصلة على واقعنا لتمتحن وتتخذ لها أرضية عمل تبنى حولها الخطوات العملية القادمة .

كتابة : عباس العلي


الخطوة الأوسع ..

الخطوة الأوسع ..


تكلمنا في مقال سابق حول فكرتنا عن مستقبل المجتمع الإنساني في ظل الثورة الرقمية القادمة التي من علاماتها الخاصة طغيان التفكير الممنهج المستند على المعادلات الرياضية الخوارزمية وتطبيقاها على شبكة الأتصالات العالمية , وما ينتج عنها من توفر فرصة نوعية لفرض نظام أقتصادي وسياسي جديد تتحكم به قوى البرمجة والإدارة والتصميم حينها تفقد المعادلة الأقتصادية والمالية الحالية دورها وأهميتها وحتى قوانينها لصالح هذه المنظومة المتعددة الأستخدامات والتدخلات في جميع نواحي الحياة دون أن يتوقع أحد من البشر يتصور أن يضع حدود لها خاصة مع ما توفره من سهولة ويسر في إدارة الأعمال والأنتاج والتواصل لتحول الأرض إلى عمارة سكنية واحدة . 
الإشكالية التي يثيرها هذا التطور ليس في ما تطرحه من مستحقات وخصائص نوعية على بنية النظام العالمي وتطور العلاقات المجتمعية بما فيها أبسط العلاقات من داخل الإسرة الواحدة وأنتهاء بأعقد وأدق وأوسع العلاقات الكونية المتشابكة والمترابطة فيما بينها , السؤال هو كيف يمكننا الآن التهيؤ والأنتقال لمرحلة المجتمع الرقمي وخاصة فيما يتعلق بالمجتمعات والبلدان التي تفتقد إلى القواعد المؤسسة أو ما يطلق عليها البنى التحديدية التي تتناسب وعالم مرعب يبدو لمن لا يفهم حقيقة هذا العالم وسيرورته التكوينية ,المجتمعات المتقدمة والتي تمتلك كم هائل من المؤسسات والأطر المناسبة قد لا تعاني من صدمة الأنتقال لأنها أولا تعي هذه المشكلة والثانية أن لديها ما يكفي من عوامل ومقدمات ومعطيات تستطيع بها مواجعة هذه الحقبة القادمة ,بل وأن كثيرا من المجتمعات شرعت من الآن بتهيئة الأجواء وأعداد الخطط والبرامج التي تؤمن أنتقال طبيعي ومتناس للعالم القادم من خلال مثلا التعليم وإعداد الحكومة الإليكترونية وربط مفاصل المجتمع والدولة بقواعد بيانات واسعة ودقيقية لتمثل وجها من أوجه الأنتقال الطبيعي للعالم الجديد .
الأكثر إثارة في طريقة تعاملنا كمجتمعات ما زالت في طور التلقي والإعداد أننا لا نخشى حقيقة ما سنواجهه في المدى القريب والمتوسط من إتساع الهوة الفارقة بيننا وبين بقية المجتمعات التي أعدت وأعتدت ما هو ضروري وحساس لعملية الأنتقال , والمشكلة إن هذا العدم من الإحساس سيضعنا أمام أستحقاقات كثيرة ومنها إرادتنا ستكون مرهونة بما يمنحنا الأخرون من فرص كما أن وعيننا المتخلف لا يمكنه أن يستدرك الأخطاء العملية والعلمية بما يضيع علينا فرصة اللحاق والمسايرة , والسب كله يعود لجملة النظام الحياتي الذي نعيشه من علاقات أقتصاديىة مشتتة ونظم سياسية متهالكة ومنظومة تعليم وتأهيل في غاية التخلف كما أن فقداننا للعمل المؤسسي والجمعي وغياب الرؤية الكونية الواضحة والشفافة ساهم إلى حد بعيد في عتامة المشهد القادم وتخبط في تلمس الخيارات الأنسب. 
علينا فعل حقيقي يتمثل أولا بإعداد الدراسات العملية وبناء منظومة علمية متكاملة وفق منهجية ترسخ فكرة النظام الرقمي العالمي الجديد الذي سيتجاوز عالم العولمة وما بعد العولمة ,مشملا على تصوير هذا العالم الأفتراضي والعيش ضمن أجواءه العامة والخاصة في محاولة لأستنباط طرائق ومعالجات حقيقية تقودنا ليس فقط للفهم بل للعمل المشترك مع سائر المجتمعات وكيفية تقويم القيم والعلاقات الراهنة بحيث تكون قادرة على قيادة المجتمع لهذا التحول أو لربما بناء شبكة قيم جديدة وقوانين تمهيدية وسلسلة من الأفكار التي تجسد الرؤية الأفتراضية ومن ثم النزول للقاعدة الواقعية للمجتمع وبسط كل الأفكار المسحصلة على واقعنا لتمتحن وتتخذ لها أرضية عمل تبنى حولها الخطوات العملية القادمة .

كتابة : عباس العلي




مما لا شك فيه أن شكل النظام السلطوي في أي مجتمع هو بالضرورة إنعكاس مقنن لشكل العلاقات الأجتماعية والثقافية بمعناها الحضاري معززا بدوافع أقتصادية وتأريخية تتبع التطور والمراحل التكوينية لذلك المجتمع ,عندما نشأت أولى أشكال الدولة ومنها السلطة المهيمنه نشأت فيها فكرة رب العائلة والمدير التنفيذي الذي يدبر مجمل العلاقات الأسرية ومسيطرا عليها ,حتى في مسألة تنظيم علاقات العمل وتوزيع الثروة والملكية كان هذا القانون هو السائد رب الأسرة هو المالك والمتصرف والموجه, وعندما أنتقل المجتمع من الطور الأسري إلى تركيبة الطور الأجتماعي الأرقى كانت السلطة هي المالكة والمهيمنه وهي من تفرض شكل وأطار العلاقات الأجتماعية ومن ضمن ذلك توزيع ثروة العائلة إلى تناسب بين مقدار حق توجيه السلطة وكمية الثروة. 

أنتهى عصر العائلة وحل معه عصر المجتمع المحكوم بالدستور والقوانين العامة والمجردة والتي تسيطر وتنظم شكل العلاقة وتوزيعها وطرق أختيار وممارسة الدور الإداري لكل مفاصل الإدارة فأصبح للسلطة عنوانان رئيسان السلطة وظيفة والسلطة دور ,وتباين التوافق بين الوظيفة والدور وأختلفت التجارب التي حاولت الجمع بينهما على أساس أن المجتمع عندما منح السلطة بشكلها الحاصل إنما أراد أن تمارس الوظيفة وفق القاعدة التي نشأت منها ,وأن يمثل السلطة شكل الدور ويتناسب معه ليكون القانون والدستور هو الحاكم الأصلي بدل السلطة.
عانت المجتمعات البشرية كثيرا من التناقضات السلطوية وأشكالها وصور ممارسة الوظيفة وكيفية تنفيذ الدور الممنوح لها فنشأت أنظمة حاكمة متعددة متنوعة وفق نظريات وأيديلوجيات تتراوح بين مفهوم السلطة رب أو شبيه الرب إلى كون السلطة مجرد إدارة تبادلية لممارسة الدور الوظيفي , هذا التباين منشأه النظرية االسياسية التي هي في الأخر نمطية الحياة الأجتماعية بكل فاعليتها وفعالياتها من الحد الأقتصادي والثقافي والتربوي كما بينا سابقا وتتغير هذه الشكلية تبعا للنمط الأجتماعي الأغلب, فإذا كان العامل الأقتصادي المحدد كالصناعة أو الزراعة أو التصنيع فائق التكنلوجيا ستكون هذه المحددات هي التي تدفع هذه القوى الأقتصادية بممثليها بقوة نحو مركز الإدارة السياسية السلطوية لتكون في توافق بين شكل النظام السياسي والقوة الأبرز في التأثير والأقدر على تحديث وقيادة عملية التطور الكلي (الأجتماعي).
هذه الحقيقية مثلا نجدها في النظام السياسي الغربي الأمريكي الأوربي الياباني وحتى في الأنظمة التي تسير بقوة التصنيع حين يكون لمالكي الشركات الأقتصادية والتجارية العملاقة وما يشكلها مجتمعها النخبوي من قدرة على التوجيه والقيادة هي السلطة الحقيقية وإن كانت تمارس من خلف عناوين ولافتات سياسية وحزبية والحقيقة التي لا ينكرها أحد أن نمط إدارة المجتمع يدار في هذه المجتمعات بذات الطريقة التي تدار فيها الشركات فهناك مجلس إدارة عليا يتولى رسم الأستراتيجيات وهنك طبقة المدار التنفيذين ووكلائهم من يدير التفصيلات الدقيقة .
في مجتمع ستسيطر عليه أنظمة المعلوماتية والحكومة الأليكترونية سوف لا نجد تأثيرا أكيدا للنمط القديم من شكل السلطة وأطوارها التأريخية ,الحتمية التأريخية ستقود العالم إلى التخلص من الكثير من مظاهر السلطة وأولها بالتأكيد فكرة الحاكمية لصالح فكرة التنافس الإداري فيما بين مجموعات تتسابق على السبق العلمي وتحجيم الشكل الفوضوي للإدارة القديمة لصالح تطبيق الفكرة الرقمية المجردة بالمصفوفات الرمزية وتختفي الكثير من المهام والتفرعات والتفصيلات الإدارية ويختفي الورق وحتى نوع العلاقة بين الإدارة والإنسان لتتحول إلى فكرة الإدارة في جيبك حينما تحمل الحكومة معك أينما ذهب وتشارك من أي مكان في تنفيذ وظيفتها لأن الحكومة القادمة عبارة عن أجهزة عملاقة اليكترونية يديرها عقل مركب لا يهتم بالسياسة والأقتصاد والمجتمع من منظر أيديلوجي بل من خلالة علاقة المستخدم بالسلطة عبر جهاز اليكتروني محمول أو ثابت.
هناك حقيقة لا يمكن تجاوزها ولا يمكن الطفر أو القفز حول أحقيتها بالحضور إن النظام العالمي القادم نظام مرتبط بشبكة واحدة من المتواصلات والمواصلات العالمية التي تتحرك في فضاء موحد من حيث أساس الفكرة والتشغيل والعمل التقني والمرموزات والمصفوفات وحتى في مواضيع المصطلح والمفهوم ,هذا يرتب أستحقاق مهم عندما قيام الحكومة الإليكترونية الحقيقية أنها ستكون موحدة ومتوحدة إن لم تكن واحدة لأنها تنطلق من قواعد إجرائية وتحكمية واحدة وبالتالي ففكرة الحكومة الكونية التي تدار إليكترونيا ليست فكرة مجنونة ولا عبث فكري إنها الواقع القادم الذي يجب أن يتهيأ له الجميع منذ الآن وأن يتعاملوا مع وجوده على أنه أستحقاق وجودي لازم لطبيعة العلاقات الكونية التي تجعل من عالمنا مجردة فضاء محدد ومأسور بأسرار البرمجيات والشبكات العنكبوتية التي تدار من خلالها السلطة.
هذا النمطية تتساوق مع نزعية ونسق التطور العلمي وتنتزع منه الصفة التكوينية والشكلية خاصة وأن السيرورة الآن تتجه إلى تحويل كل أشكال الإدارة من النمط التقليدي إلى وجهة تقنية تعتمد الرمزية والترميز فائق الدقة بحيث أن شكل التداول الرسمي بين إدارة المؤسسة الحكومية تفرق بالكثير بين الواقع الحالي وماقبل عشر سنين, وحل الجهاز الأليكتروني في كثير من المفاصل محل عدد غير محدود من الأشخاص والأفراد ليختصر الزمن وهذا هو الأهم ويقلل من التكلفة ويتجنب الأخطاء والأجتهادات البشرية , ولكن في الحقيقة أن هناك سؤال كثيرا ما يثار حول دور الإنسان والإشكاليات التي ستتركها تقنية الحكومة وتحجيم الدور البشري مما سيشكل عطالة وبطالة قد تضرب عميقا في الوجود المجتمعي .
المشكلة ليست بهذا السوء والتصور المتشائم عندما كانت الألة غائبة عن الحضور في العمل الصناعي وكان الأعتماد على اليدوية المباشرة كان العامل يقضي أكثر من نصف يومه في العمل وبأجور تكاد لا تسد الرمق ,مع تطور وسائل الأنتاج المادية ودخول التكنلوجيا في مفاصل العمل تم تقليل ساعات العمل وزاد الأنتاج وتم تلبية الكثير من الرغبات الأجتماعية , بما منح العامل التمتع بفرصة أكبر للراحة والتطور وقد إزدادت الأجور وحتى تبدلت علاقات العمل شكلا ومضمونا .
العلم هدفه الأساس توفير أكبر قدر من الحاجات للإنسان وتقليل الجهد مع الحفاظ على مستوى أعلى من السعادة والتمتع بها ,من هذه الحقيقة ستكون أولا علاقة العمل في ظل الحكومة اليكترونية عابرة الحدود والشخصية علاقات أكثر إنسانية في شكلها لأنها تتعامل مع منظومات مجردة من الإنحياز والأدلجة وبالتالي ستكون هناك نوع من العدالة الأجتماعية تتضمن أرتفاعا في مستوى تلبية الحاجات وأرتفاع بالدخل وزيادة في فرص التعلم والتطور حيث يمكن أن تكون الجامعة والأكاديمية مجرد برنامج في جهازك الشخصي .
نعم نتوقع حصول وإدراك هذا الواقع المتخيل وهذا التوقع نابع من متابعة وملاحظة مسيرة التطور في الأداء ,فلا عجب مثلا أن يكون يوم العمل الأقتصادي في ظل الحكومة المنسشودة أو النظام الحكومي الإليكتروني للعامل العادي ساعة واحدة مبرمجة مسبقا ومقننة بالشكل الذي يتناسب مع القدرة والكفاءة بحيث لا نجد هناك تعارضات بين الأداء والواقع ولا تناقض بين الوظيفة والمؤهل ,مع زيادة حقيقية في الرفاهية معتمدة على فكرة أن التكنلوجيا ستكون الخادم المتيسر والمسخر لخدمة الإنسان دون أن تطالبه بثمن بل تطالبه دوما بتطوير في طرق المعالجة والتحديث بأساليب التشغيل والأستغلال مما سيولد طبقة عاملة جديدة تتميز بمهارات فكرية وعلمية أكاديمية عالية جدا تمثل مفهوم الطبقة العاملة القديمة وسيكون المدراء التنفيذين التقنين والمصممين والمخترعين هم عماد وقادة هذه الحكومة المرتقبة.


كتابة : عباس العلي

الحكومة القادمة ... حكومة الجيب

الحكومة القادمة ... حكومة الجيب



مما لا شك فيه أن شكل النظام السلطوي في أي مجتمع هو بالضرورة إنعكاس مقنن لشكل العلاقات الأجتماعية والثقافية بمعناها الحضاري معززا بدوافع أقتصادية وتأريخية تتبع التطور والمراحل التكوينية لذلك المجتمع ,عندما نشأت أولى أشكال الدولة ومنها السلطة المهيمنه نشأت فيها فكرة رب العائلة والمدير التنفيذي الذي يدبر مجمل العلاقات الأسرية ومسيطرا عليها ,حتى في مسألة تنظيم علاقات العمل وتوزيع الثروة والملكية كان هذا القانون هو السائد رب الأسرة هو المالك والمتصرف والموجه, وعندما أنتقل المجتمع من الطور الأسري إلى تركيبة الطور الأجتماعي الأرقى كانت السلطة هي المالكة والمهيمنه وهي من تفرض شكل وأطار العلاقات الأجتماعية ومن ضمن ذلك توزيع ثروة العائلة إلى تناسب بين مقدار حق توجيه السلطة وكمية الثروة. 

أنتهى عصر العائلة وحل معه عصر المجتمع المحكوم بالدستور والقوانين العامة والمجردة والتي تسيطر وتنظم شكل العلاقة وتوزيعها وطرق أختيار وممارسة الدور الإداري لكل مفاصل الإدارة فأصبح للسلطة عنوانان رئيسان السلطة وظيفة والسلطة دور ,وتباين التوافق بين الوظيفة والدور وأختلفت التجارب التي حاولت الجمع بينهما على أساس أن المجتمع عندما منح السلطة بشكلها الحاصل إنما أراد أن تمارس الوظيفة وفق القاعدة التي نشأت منها ,وأن يمثل السلطة شكل الدور ويتناسب معه ليكون القانون والدستور هو الحاكم الأصلي بدل السلطة.
عانت المجتمعات البشرية كثيرا من التناقضات السلطوية وأشكالها وصور ممارسة الوظيفة وكيفية تنفيذ الدور الممنوح لها فنشأت أنظمة حاكمة متعددة متنوعة وفق نظريات وأيديلوجيات تتراوح بين مفهوم السلطة رب أو شبيه الرب إلى كون السلطة مجرد إدارة تبادلية لممارسة الدور الوظيفي , هذا التباين منشأه النظرية االسياسية التي هي في الأخر نمطية الحياة الأجتماعية بكل فاعليتها وفعالياتها من الحد الأقتصادي والثقافي والتربوي كما بينا سابقا وتتغير هذه الشكلية تبعا للنمط الأجتماعي الأغلب, فإذا كان العامل الأقتصادي المحدد كالصناعة أو الزراعة أو التصنيع فائق التكنلوجيا ستكون هذه المحددات هي التي تدفع هذه القوى الأقتصادية بممثليها بقوة نحو مركز الإدارة السياسية السلطوية لتكون في توافق بين شكل النظام السياسي والقوة الأبرز في التأثير والأقدر على تحديث وقيادة عملية التطور الكلي (الأجتماعي).
هذه الحقيقية مثلا نجدها في النظام السياسي الغربي الأمريكي الأوربي الياباني وحتى في الأنظمة التي تسير بقوة التصنيع حين يكون لمالكي الشركات الأقتصادية والتجارية العملاقة وما يشكلها مجتمعها النخبوي من قدرة على التوجيه والقيادة هي السلطة الحقيقية وإن كانت تمارس من خلف عناوين ولافتات سياسية وحزبية والحقيقة التي لا ينكرها أحد أن نمط إدارة المجتمع يدار في هذه المجتمعات بذات الطريقة التي تدار فيها الشركات فهناك مجلس إدارة عليا يتولى رسم الأستراتيجيات وهنك طبقة المدار التنفيذين ووكلائهم من يدير التفصيلات الدقيقة .
في مجتمع ستسيطر عليه أنظمة المعلوماتية والحكومة الأليكترونية سوف لا نجد تأثيرا أكيدا للنمط القديم من شكل السلطة وأطوارها التأريخية ,الحتمية التأريخية ستقود العالم إلى التخلص من الكثير من مظاهر السلطة وأولها بالتأكيد فكرة الحاكمية لصالح فكرة التنافس الإداري فيما بين مجموعات تتسابق على السبق العلمي وتحجيم الشكل الفوضوي للإدارة القديمة لصالح تطبيق الفكرة الرقمية المجردة بالمصفوفات الرمزية وتختفي الكثير من المهام والتفرعات والتفصيلات الإدارية ويختفي الورق وحتى نوع العلاقة بين الإدارة والإنسان لتتحول إلى فكرة الإدارة في جيبك حينما تحمل الحكومة معك أينما ذهب وتشارك من أي مكان في تنفيذ وظيفتها لأن الحكومة القادمة عبارة عن أجهزة عملاقة اليكترونية يديرها عقل مركب لا يهتم بالسياسة والأقتصاد والمجتمع من منظر أيديلوجي بل من خلالة علاقة المستخدم بالسلطة عبر جهاز اليكتروني محمول أو ثابت.
هناك حقيقة لا يمكن تجاوزها ولا يمكن الطفر أو القفز حول أحقيتها بالحضور إن النظام العالمي القادم نظام مرتبط بشبكة واحدة من المتواصلات والمواصلات العالمية التي تتحرك في فضاء موحد من حيث أساس الفكرة والتشغيل والعمل التقني والمرموزات والمصفوفات وحتى في مواضيع المصطلح والمفهوم ,هذا يرتب أستحقاق مهم عندما قيام الحكومة الإليكترونية الحقيقية أنها ستكون موحدة ومتوحدة إن لم تكن واحدة لأنها تنطلق من قواعد إجرائية وتحكمية واحدة وبالتالي ففكرة الحكومة الكونية التي تدار إليكترونيا ليست فكرة مجنونة ولا عبث فكري إنها الواقع القادم الذي يجب أن يتهيأ له الجميع منذ الآن وأن يتعاملوا مع وجوده على أنه أستحقاق وجودي لازم لطبيعة العلاقات الكونية التي تجعل من عالمنا مجردة فضاء محدد ومأسور بأسرار البرمجيات والشبكات العنكبوتية التي تدار من خلالها السلطة.
هذا النمطية تتساوق مع نزعية ونسق التطور العلمي وتنتزع منه الصفة التكوينية والشكلية خاصة وأن السيرورة الآن تتجه إلى تحويل كل أشكال الإدارة من النمط التقليدي إلى وجهة تقنية تعتمد الرمزية والترميز فائق الدقة بحيث أن شكل التداول الرسمي بين إدارة المؤسسة الحكومية تفرق بالكثير بين الواقع الحالي وماقبل عشر سنين, وحل الجهاز الأليكتروني في كثير من المفاصل محل عدد غير محدود من الأشخاص والأفراد ليختصر الزمن وهذا هو الأهم ويقلل من التكلفة ويتجنب الأخطاء والأجتهادات البشرية , ولكن في الحقيقة أن هناك سؤال كثيرا ما يثار حول دور الإنسان والإشكاليات التي ستتركها تقنية الحكومة وتحجيم الدور البشري مما سيشكل عطالة وبطالة قد تضرب عميقا في الوجود المجتمعي .
المشكلة ليست بهذا السوء والتصور المتشائم عندما كانت الألة غائبة عن الحضور في العمل الصناعي وكان الأعتماد على اليدوية المباشرة كان العامل يقضي أكثر من نصف يومه في العمل وبأجور تكاد لا تسد الرمق ,مع تطور وسائل الأنتاج المادية ودخول التكنلوجيا في مفاصل العمل تم تقليل ساعات العمل وزاد الأنتاج وتم تلبية الكثير من الرغبات الأجتماعية , بما منح العامل التمتع بفرصة أكبر للراحة والتطور وقد إزدادت الأجور وحتى تبدلت علاقات العمل شكلا ومضمونا .
العلم هدفه الأساس توفير أكبر قدر من الحاجات للإنسان وتقليل الجهد مع الحفاظ على مستوى أعلى من السعادة والتمتع بها ,من هذه الحقيقة ستكون أولا علاقة العمل في ظل الحكومة اليكترونية عابرة الحدود والشخصية علاقات أكثر إنسانية في شكلها لأنها تتعامل مع منظومات مجردة من الإنحياز والأدلجة وبالتالي ستكون هناك نوع من العدالة الأجتماعية تتضمن أرتفاعا في مستوى تلبية الحاجات وأرتفاع بالدخل وزيادة في فرص التعلم والتطور حيث يمكن أن تكون الجامعة والأكاديمية مجرد برنامج في جهازك الشخصي .
نعم نتوقع حصول وإدراك هذا الواقع المتخيل وهذا التوقع نابع من متابعة وملاحظة مسيرة التطور في الأداء ,فلا عجب مثلا أن يكون يوم العمل الأقتصادي في ظل الحكومة المنسشودة أو النظام الحكومي الإليكتروني للعامل العادي ساعة واحدة مبرمجة مسبقا ومقننة بالشكل الذي يتناسب مع القدرة والكفاءة بحيث لا نجد هناك تعارضات بين الأداء والواقع ولا تناقض بين الوظيفة والمؤهل ,مع زيادة حقيقية في الرفاهية معتمدة على فكرة أن التكنلوجيا ستكون الخادم المتيسر والمسخر لخدمة الإنسان دون أن تطالبه بثمن بل تطالبه دوما بتطوير في طرق المعالجة والتحديث بأساليب التشغيل والأستغلال مما سيولد طبقة عاملة جديدة تتميز بمهارات فكرية وعلمية أكاديمية عالية جدا تمثل مفهوم الطبقة العاملة القديمة وسيكون المدراء التنفيذين التقنين والمصممين والمخترعين هم عماد وقادة هذه الحكومة المرتقبة.


كتابة : عباس العلي

لماذا ينبغي أن نعمل معا بشكل منظم؟
من أجل تغيير العالم نحن بحاجة الى نشر قيم العالم الجديد
تدرك حركة زايتجايست ان صعوبة تغيير هذا العالم لم يعد يتجاوز صعوبة تغييرنا لانفسنا و طريقة تفكيرنا و سلوكنا كمجتمعات في السنوات القادمة. فقد اصبح لدينا الان من الناحية المادية جميع الشروط اللازمة لبناء عالم افضل لجميع سكان الارض. و لا نحتاج لتحقيق ذلك سوى الى انتشار وعي اجتماعي شامل بهذه القدرات, و ارادة جماعية لجعله واقعا. لهذا فاننا ندعو الى التغيير و نعمل لاجله و ننظم انفسنا حوله للاسراع في نشر يقظة اجتماعية حول هذا العالم الجديد الذي بدأ ينبثق من رحم عالم يتهاوى و يدمر حياتنا و يسحقنا بشكل يومي
 ان افكارنا هي منتوجات اجتماعية نتعلمها و نتوارثها من القيم السائدة في مجتمعاتنا. فالانانية و الكراهية و العنصرية و التمييز بين البشر سلوكيات مكتسبة نتعلمها و نستطيع تغييرها. و عندما نقرر ان نغير عاداتنا و قيمنا نحو قيم تدعم بقاء و ازدهار نوعنا. سيكون بمقدورنا اقامة عالم يليق بكائنات تعتبر نفسها متحضرة و عاقلة. ما يجعلنا كائنات منقسمة متحاربة هي طريقة الحياة السائدة التي لم تعد تتناسب مع قدراتنا التكنولوجية و مواردنا المتاحة
لقد اثبتت التجارب اننا عندما نتعاون و ننظم نشاطاتنا فاننا نحقق نتائج افضل و اسرع و اكبر تتجاوز كثيرا ما نقوم به بشكل فردي. حركة زايتجايست هي حركة منظمة عالمية واعية لنشر قيم عالم جديد ستكون نواة التغيير في العقود القادمة. نحن اسرة واحدة من البشر الذين عقدوا العزم على تغيير طريقة الحياة السائدة على الارض عبر التصرف ككائنات متحضرة تحمل قيم انسانية جديدة لا تقبل باقل من اقامة عالم مختلف تماما عن عالمنا الحالي يعتني بجميع البشر و كل اشكال الحياة على الارض.
ما هي المبادئ العامة التي نعمل بموجبها؟
 الحركة ليست سياسية لاننا نعتقد ان زمن السياسة قد ذهب و ولّى الى الأبد، و ان تغيير السياسيين باخرين جدد اياً كانوا لن يغير اي شئ بعد الان سوى تغييرات طفيفة غير ثابتة. لذلك فنحن لا ننتقد السياسيين كاشخاص بل ننتقد السياسة كفكرة و مؤسسات و نرى ان فسادهم ناتج عن فساد النظام الاجتماعي باسره. نحن لا نتوقع من ممارسة فاسدة ان تؤدي الى شئ اخر افضل مما نراه.
الحركة تنبذ جميع اشكال العنف و الكراهية و التحقير لاي انسان او فصيل لاي سبب و تعتمد لغة و خطاب يستند على المحبة و الاخوة و التفاهم. اننا نؤكد على استخدام كلمة “نحن” عندما ننتقد الاشياء. لاننا نعتبر انفسنا مسؤولين بنفس الدرجة عن كل ما يحدث في هذا العالم.
الحركة ليست معنية بمواقف البشر و عقائدهم الدينية و لا تتدخل في ذلك, بل انها حركة لاعادة تصميم الحضارة الانسانية لجعلها اكثر انسانية و تعتني بالبشر و بجميع اشكال الحياة. ان التغيير ضروري لبقاء جنسنا بغض النظر عن معتقداتنا, باعتبار ان هذا التغيير سيكون في صالح الجميع. و باعتبار اننا نرى ان الجنس البشري نوع واحد لا ينتمي سوى الى كوكب الارض موطنه الوحيد.
الحركة عالمية و تؤكد على ان البشر هم نوع واحد, و لا تعترف بالخلافات القومية و الدينية و لا بالحدود السياسية بين الدول و تعتبر بقاء هذه التقسيمات نتيجة للسلوك البدائي للمجتمعات الانسانية و واستمراراً لنظامنا الاجتماعي المبني على الأستحواذ و المنافسه.
كيف استطيع أن اكون ناشطاً في الحركة؟
الحركة لا تعطي العضوية لاحد. انت تتطوع بنفسك في الحركة و لا تنتظر ان يمنحك احد العضوية. عندما تقتنع بطروحات الحركة تستطيع ان تقرر ان تكون عضوا ناشطا بشكل فردي او عبر الانخراط في فرق النشاط الميداني.
آليات تسجيل فرق و حلقات المدن:
لاجل بناء فريق للقيام بنشاط منظم يمكنك القيام بالخطوات التالية:
1- املأ الاستمارة ، واختر نوع النشاط الذي تريد المساهمة فيه : إضغط هنا
2- التواصل مع فرع الحركة في البلد الذي انت فيه للشروع بتشكيل فريق في المدينة او الجامعة او المعمل او الحي الذي انت فيه للتواصل مع الفرق النشاطة في العالم العربي: إضغط هنا. اذا لم يكن هنالك فرع مسجل في مدينتك تستطيع البدء بتسجيل فرع الحركة من خلال رابط الحركة العالمية : هنا
3- لاجل بناء فريق للعمل في مدينة ما فاننا نقترح الشروع بعمل مجموعة مغلقة للمدينة على الفيسبوك. هذه المجموعة ستمكنم من الإعلان عنها للذين يرغبون في النشاط الميداني في تلك المدينة. يفضل ان تتوفر الشروط التالية في ال Facebook Groups للفريق:
– اسم المجموعة يفضل ان يكتب كما يلي ( زايتجايست + اسم المدينة + الاسم بالانجليزي) لتسهيل ايجاده في مواقع البحث مثل الجوجل و غيره.
– المجموعة يستحسن ان تكون مغلقة و ليست مفتوحة تسمح بدخول اشخاص يرتبطون بالمدينة او الجغرافية ذات العلاقة بالدرجة الاولى  وليس اي كان لان الهدف هو انضمام نشطاء للعمل الميداني بالدرجة الاولى.
ويمكن الاكتفاء بالنشر للعامة عن طريق صفحة الفيس بوك الرئيسية و الموقع، عن طريق دعوة كل الناس الذين تعرفونهم للإعجاب بالصفحة لتصلهم المنشورات.
– العمل على القيام بالاجتماعات اونلاين عبر الانترنيت او الاجتماعات الحية.
– يستحسن توثيق نشاطات الفريق بالصور و الافلام و التقارير بهدف نشرها على الصفحة الرئيسية وعلى الموقع.
كيف يتم تأسيس فروع الدول و فرق المدن؟
من أجل تاسيس فرع زايتجايست في اي دولة يجب ملء الاستمارة التالية. الهدف من ذلك هو الانضمام الى الفروع الاخرى لتنسيق التعاون و تسهيل التواصل وتبادل المعلومات بين مختلف الفروع.
لتأسيس فرع في مدينتك ادخل على الرابط التالي على الموقع العالمي : هنا
عندما تتشكل فرق المدن يمكن لهذه الفرق تشكيل لجنة مشتركة لتنسيق النشاطات على مستوى الدولة.
و هذه اللجنة تشكل الفرع. Chapter .
يفضل ان يكون لدى الفرع موقع رسمي و بريد الكتروني معروف يمكن الحصول عليه بسهولة و ربما رقم تلفون اذا كان ممكنا, بالاضافة الى مجموعة فيسبوك مغلقة للبلد لتنظيم النشاطات على مستوى القطر.
منسقي الفرع ليسو جهة مسؤولة او قيادة كما في المنظمات الهرمية بل مكان للتنسيق و للاجتماع و تبادل الخبرات و اقامة الاحتفالات و الندوات المشتركة و تعاون الفرق. اي شخص ينشط في فرق المدن يستطيع ان يتطوع للعمل في فريق الفرع للبلد المعني.

مقترحات عامة حول الانضمام إلى حركة زايتجايست

مقترحات عامة حول الانضمام إلى حركة زايتجايست


لماذا ينبغي أن نعمل معا بشكل منظم؟
من أجل تغيير العالم نحن بحاجة الى نشر قيم العالم الجديد
تدرك حركة زايتجايست ان صعوبة تغيير هذا العالم لم يعد يتجاوز صعوبة تغييرنا لانفسنا و طريقة تفكيرنا و سلوكنا كمجتمعات في السنوات القادمة. فقد اصبح لدينا الان من الناحية المادية جميع الشروط اللازمة لبناء عالم افضل لجميع سكان الارض. و لا نحتاج لتحقيق ذلك سوى الى انتشار وعي اجتماعي شامل بهذه القدرات, و ارادة جماعية لجعله واقعا. لهذا فاننا ندعو الى التغيير و نعمل لاجله و ننظم انفسنا حوله للاسراع في نشر يقظة اجتماعية حول هذا العالم الجديد الذي بدأ ينبثق من رحم عالم يتهاوى و يدمر حياتنا و يسحقنا بشكل يومي
 ان افكارنا هي منتوجات اجتماعية نتعلمها و نتوارثها من القيم السائدة في مجتمعاتنا. فالانانية و الكراهية و العنصرية و التمييز بين البشر سلوكيات مكتسبة نتعلمها و نستطيع تغييرها. و عندما نقرر ان نغير عاداتنا و قيمنا نحو قيم تدعم بقاء و ازدهار نوعنا. سيكون بمقدورنا اقامة عالم يليق بكائنات تعتبر نفسها متحضرة و عاقلة. ما يجعلنا كائنات منقسمة متحاربة هي طريقة الحياة السائدة التي لم تعد تتناسب مع قدراتنا التكنولوجية و مواردنا المتاحة
لقد اثبتت التجارب اننا عندما نتعاون و ننظم نشاطاتنا فاننا نحقق نتائج افضل و اسرع و اكبر تتجاوز كثيرا ما نقوم به بشكل فردي. حركة زايتجايست هي حركة منظمة عالمية واعية لنشر قيم عالم جديد ستكون نواة التغيير في العقود القادمة. نحن اسرة واحدة من البشر الذين عقدوا العزم على تغيير طريقة الحياة السائدة على الارض عبر التصرف ككائنات متحضرة تحمل قيم انسانية جديدة لا تقبل باقل من اقامة عالم مختلف تماما عن عالمنا الحالي يعتني بجميع البشر و كل اشكال الحياة على الارض.
ما هي المبادئ العامة التي نعمل بموجبها؟
 الحركة ليست سياسية لاننا نعتقد ان زمن السياسة قد ذهب و ولّى الى الأبد، و ان تغيير السياسيين باخرين جدد اياً كانوا لن يغير اي شئ بعد الان سوى تغييرات طفيفة غير ثابتة. لذلك فنحن لا ننتقد السياسيين كاشخاص بل ننتقد السياسة كفكرة و مؤسسات و نرى ان فسادهم ناتج عن فساد النظام الاجتماعي باسره. نحن لا نتوقع من ممارسة فاسدة ان تؤدي الى شئ اخر افضل مما نراه.
الحركة تنبذ جميع اشكال العنف و الكراهية و التحقير لاي انسان او فصيل لاي سبب و تعتمد لغة و خطاب يستند على المحبة و الاخوة و التفاهم. اننا نؤكد على استخدام كلمة “نحن” عندما ننتقد الاشياء. لاننا نعتبر انفسنا مسؤولين بنفس الدرجة عن كل ما يحدث في هذا العالم.
الحركة ليست معنية بمواقف البشر و عقائدهم الدينية و لا تتدخل في ذلك, بل انها حركة لاعادة تصميم الحضارة الانسانية لجعلها اكثر انسانية و تعتني بالبشر و بجميع اشكال الحياة. ان التغيير ضروري لبقاء جنسنا بغض النظر عن معتقداتنا, باعتبار ان هذا التغيير سيكون في صالح الجميع. و باعتبار اننا نرى ان الجنس البشري نوع واحد لا ينتمي سوى الى كوكب الارض موطنه الوحيد.
الحركة عالمية و تؤكد على ان البشر هم نوع واحد, و لا تعترف بالخلافات القومية و الدينية و لا بالحدود السياسية بين الدول و تعتبر بقاء هذه التقسيمات نتيجة للسلوك البدائي للمجتمعات الانسانية و واستمراراً لنظامنا الاجتماعي المبني على الأستحواذ و المنافسه.
كيف استطيع أن اكون ناشطاً في الحركة؟
الحركة لا تعطي العضوية لاحد. انت تتطوع بنفسك في الحركة و لا تنتظر ان يمنحك احد العضوية. عندما تقتنع بطروحات الحركة تستطيع ان تقرر ان تكون عضوا ناشطا بشكل فردي او عبر الانخراط في فرق النشاط الميداني.
آليات تسجيل فرق و حلقات المدن:
لاجل بناء فريق للقيام بنشاط منظم يمكنك القيام بالخطوات التالية:
1- املأ الاستمارة ، واختر نوع النشاط الذي تريد المساهمة فيه : إضغط هنا
2- التواصل مع فرع الحركة في البلد الذي انت فيه للشروع بتشكيل فريق في المدينة او الجامعة او المعمل او الحي الذي انت فيه للتواصل مع الفرق النشاطة في العالم العربي: إضغط هنا. اذا لم يكن هنالك فرع مسجل في مدينتك تستطيع البدء بتسجيل فرع الحركة من خلال رابط الحركة العالمية : هنا
3- لاجل بناء فريق للعمل في مدينة ما فاننا نقترح الشروع بعمل مجموعة مغلقة للمدينة على الفيسبوك. هذه المجموعة ستمكنم من الإعلان عنها للذين يرغبون في النشاط الميداني في تلك المدينة. يفضل ان تتوفر الشروط التالية في ال Facebook Groups للفريق:
– اسم المجموعة يفضل ان يكتب كما يلي ( زايتجايست + اسم المدينة + الاسم بالانجليزي) لتسهيل ايجاده في مواقع البحث مثل الجوجل و غيره.
– المجموعة يستحسن ان تكون مغلقة و ليست مفتوحة تسمح بدخول اشخاص يرتبطون بالمدينة او الجغرافية ذات العلاقة بالدرجة الاولى  وليس اي كان لان الهدف هو انضمام نشطاء للعمل الميداني بالدرجة الاولى.
ويمكن الاكتفاء بالنشر للعامة عن طريق صفحة الفيس بوك الرئيسية و الموقع، عن طريق دعوة كل الناس الذين تعرفونهم للإعجاب بالصفحة لتصلهم المنشورات.
– العمل على القيام بالاجتماعات اونلاين عبر الانترنيت او الاجتماعات الحية.
– يستحسن توثيق نشاطات الفريق بالصور و الافلام و التقارير بهدف نشرها على الصفحة الرئيسية وعلى الموقع.
كيف يتم تأسيس فروع الدول و فرق المدن؟
من أجل تاسيس فرع زايتجايست في اي دولة يجب ملء الاستمارة التالية. الهدف من ذلك هو الانضمام الى الفروع الاخرى لتنسيق التعاون و تسهيل التواصل وتبادل المعلومات بين مختلف الفروع.
لتأسيس فرع في مدينتك ادخل على الرابط التالي على الموقع العالمي : هنا
عندما تتشكل فرق المدن يمكن لهذه الفرق تشكيل لجنة مشتركة لتنسيق النشاطات على مستوى الدولة.
و هذه اللجنة تشكل الفرع. Chapter .
يفضل ان يكون لدى الفرع موقع رسمي و بريد الكتروني معروف يمكن الحصول عليه بسهولة و ربما رقم تلفون اذا كان ممكنا, بالاضافة الى مجموعة فيسبوك مغلقة للبلد لتنظيم النشاطات على مستوى القطر.
منسقي الفرع ليسو جهة مسؤولة او قيادة كما في المنظمات الهرمية بل مكان للتنسيق و للاجتماع و تبادل الخبرات و اقامة الاحتفالات و الندوات المشتركة و تعاون الفرق. اي شخص ينشط في فرق المدن يستطيع ان يتطوع للعمل في فريق الفرع للبلد المعني.
مقال مترجم رائع فيه من العمق والتحليل ما يستحق المطالعة .

تعليق : shani Art



ان مجمل مايمكن قوله حول هذا المقال ومن وجهة نظري ، ان الحلول المطروحة التي عادة ما تتخذ حزم التقشف لاجل تحقيق الارباح المالية برغم انها حلول غير نافعة لانعاش الجسد الرأسمالي المتآكل ، (لا يعرف الكثير من الناس حتى الآن ما هو المعنى الحقيقي لكلمة تقشف مع غياب أي نموذج بديل، فإن شروط حدوث أزمة أخرى موجودة ومجتمعة ) . لكن ماذا عن الخلط بين الليبرالية الاجتماعية أو الليبرالية الجديدة New Liberalism المعّرَفة عند البعض على انها تهدف هذه الليبرالية إلى التوفيق بين حقوق الفرد والجماعة، وتسمح للدولة بالتدخل، ووضع معايير أكثر إيجابية للتحقق من وجود فرص متساوية للأفراد لنيل الحرية والنجاح. وبين معنى النقيض الآخر رغم شبه التسمية النيوليبرالية Neoliberalism وهو لفظ يستخدم في الوقت الحاضر للإشارة إلى مذهب رأسمالي يؤيد اقتصاد عدم التدخل وعدم الاكتراث بالعدالة الاجتماعية . ام ان كلاهما يندرج ضمن مفهوم واحد مزعزع للبنية الاجتماعية الاقتصادية وذلك في ابتكار ومعالجات خائبة من خلال طرق خاصة في بناء شكل جديد من الرأسمالية خاصة مع تزامن متغيرات واقع الحداثة كما اشار كاتب المقال في ( أن الدور الجديد الذي تلعبه المعلومات سيخلق نوعًا ثالثًا جديدًا من الرأسمالية يختلف عن الرأسمالية الصناعية، كما كانت الرأسمالية الصناعية تختلف عن رأسمالية التجار والعبيد التي كانت موجودة في القرنين السابع عشر والثامن عشر). لكن الاتمتة اي المكننة أو التشغيل الآلي والمعلوماتية لا تستخدم بشكل جيد وسبب ذلك راجع الى الاستراتيجية الربحية وسياسات فرض حالة الندرة التي ترتكز عليها الرأسمالي في هيكليتها هي التي تعوق اي مجال في تحقيق الوفره والعدالة الاجتماعية ، ومع غياب أي نموذج بديل برأي الكاتب، فإن شروط حدوث أزمة أخرى موجودة ومجتمعة . تقديره في رأي صحيح ولا يشوبه ادنى شك . في النهاية التجديد لابد من حدوثه من خلال الطبيعة الخاصة للتكنلوجية عامتاً وتكنلوجيا المعلومات خاصتةً هما الشرطان الكفيلان في ضعضعة النظام الرأسمالي وأنهياره الكلي المحتوم . اللافت والاهم ما في المقال برأي عندما تعرض لنبؤات ماركس قي كتابة تجارب فكرية دونها في ملاحظاته “شذرات عن الآلة” . يتابع الكاتب ويقول : ( يتخيل ماركس في الشذرات اقتصادًا تقوم فيه الآلات بلعب الدور الرئيسي في الإنتاج بينما يكون دور البشر الأساسي هو الإشراف عليها. كان واضحا له أن اقتصادًا كهذا ستكون قوة الإنتاج الرئيسية فيه هي المعلومات ). ويتابع مقاله ويقول ايضاً : (هذا الكلام ثوري ، بغض النظر عما أصبحت عليه الماركسية من نظرية استغلال تعتمد على سرقة وقت العمال. يقول ماركس إنه بمجرد أن تصبح المعرفة قوة إنتاج في حد ذاتها تتجاوز قيمتها قيمة العمل الحقيقي المبذول لصناعة الآلة، فإن السؤال الأساسي لن يكون “الأرباح في مواجهة الأجور” ولكن من يتحكم فيما أطلق عليه ماركس قوة المعرفة . عندما تقوم الآلات بالحصة الأكبر من العمل في اقتصاد ما ، فإن طبيعة المعرفة الموجودة داخل الآلات يجب أن تكون ، كما يكتب ماركس، “اجتماعية”. في آخر تجاربه الفكرية تلك ، تخيل ماركس نقطة النهاية في هذا المسار: خلق “الآلة المثالية”، والتي ستكون تكلفتها صفر ويمكنها البقاء للأبد. يقول ماركس إن الآلة التي يمكن بناءها من لاشيء، لن تضيف قيمة إلى عملية الإنتاج ، وبشكل متسارع وبمرور الوقت، ستقلل الأسعار والأرباح وتكلفة العمل وكل شيء تلمسه. في تلك التأملات التي نُشرت أواسط القرن العشرين تخيل ماركس أن المعلومات تُخزن ويتم مشاركتها من خلال شيء أسمه “العقل العام”. وهو عقل كل شخص موجود على الأرض متصل معا من خلال المعرفة الاجتماعية والتي يستفيد كل الناس من أي تجديد لها. باختصار، تخيل شيئا قريبا من اقتصاد المعلومات الذي نحيا فيه، وكتب أن وجود هذا الشيء “سينسف الرأسمالية تماما”.”). ينتهي قوله هنا واتابع انا بدوري واقول ان قول ماركس حول هذه المسأله تحديداً يقوض قول القائلين الساذج في ان ماركس تجاربة الفكرية والعملية لا يمكن الاخذ بها خاصةً عند مقارتنا اليوم لمفهوم التطور التكنلوجي والمعلوماتي ، فهي تختلف في حدود معطيات الزمن الخاص بماركس . هم بذلك يتجاهلون حظور ماركس في المقهى المجاور ، يرتشف قهوته الصباحية ويتطلع في صحف اليوم .

رابط مقال نهاية الرأسمالية بدأت 

تعليق على مقال : نهاية الرأسمالية بدأت

تعليق على مقال : نهاية الرأسمالية بدأت

مقال مترجم رائع فيه من العمق والتحليل ما يستحق المطالعة .

تعليق : shani Art



ان مجمل مايمكن قوله حول هذا المقال ومن وجهة نظري ، ان الحلول المطروحة التي عادة ما تتخذ حزم التقشف لاجل تحقيق الارباح المالية برغم انها حلول غير نافعة لانعاش الجسد الرأسمالي المتآكل ، (لا يعرف الكثير من الناس حتى الآن ما هو المعنى الحقيقي لكلمة تقشف مع غياب أي نموذج بديل، فإن شروط حدوث أزمة أخرى موجودة ومجتمعة ) . لكن ماذا عن الخلط بين الليبرالية الاجتماعية أو الليبرالية الجديدة New Liberalism المعّرَفة عند البعض على انها تهدف هذه الليبرالية إلى التوفيق بين حقوق الفرد والجماعة، وتسمح للدولة بالتدخل، ووضع معايير أكثر إيجابية للتحقق من وجود فرص متساوية للأفراد لنيل الحرية والنجاح. وبين معنى النقيض الآخر رغم شبه التسمية النيوليبرالية Neoliberalism وهو لفظ يستخدم في الوقت الحاضر للإشارة إلى مذهب رأسمالي يؤيد اقتصاد عدم التدخل وعدم الاكتراث بالعدالة الاجتماعية . ام ان كلاهما يندرج ضمن مفهوم واحد مزعزع للبنية الاجتماعية الاقتصادية وذلك في ابتكار ومعالجات خائبة من خلال طرق خاصة في بناء شكل جديد من الرأسمالية خاصة مع تزامن متغيرات واقع الحداثة كما اشار كاتب المقال في ( أن الدور الجديد الذي تلعبه المعلومات سيخلق نوعًا ثالثًا جديدًا من الرأسمالية يختلف عن الرأسمالية الصناعية، كما كانت الرأسمالية الصناعية تختلف عن رأسمالية التجار والعبيد التي كانت موجودة في القرنين السابع عشر والثامن عشر). لكن الاتمتة اي المكننة أو التشغيل الآلي والمعلوماتية لا تستخدم بشكل جيد وسبب ذلك راجع الى الاستراتيجية الربحية وسياسات فرض حالة الندرة التي ترتكز عليها الرأسمالي في هيكليتها هي التي تعوق اي مجال في تحقيق الوفره والعدالة الاجتماعية ، ومع غياب أي نموذج بديل برأي الكاتب، فإن شروط حدوث أزمة أخرى موجودة ومجتمعة . تقديره في رأي صحيح ولا يشوبه ادنى شك . في النهاية التجديد لابد من حدوثه من خلال الطبيعة الخاصة للتكنلوجية عامتاً وتكنلوجيا المعلومات خاصتةً هما الشرطان الكفيلان في ضعضعة النظام الرأسمالي وأنهياره الكلي المحتوم . اللافت والاهم ما في المقال برأي عندما تعرض لنبؤات ماركس قي كتابة تجارب فكرية دونها في ملاحظاته “شذرات عن الآلة” . يتابع الكاتب ويقول : ( يتخيل ماركس في الشذرات اقتصادًا تقوم فيه الآلات بلعب الدور الرئيسي في الإنتاج بينما يكون دور البشر الأساسي هو الإشراف عليها. كان واضحا له أن اقتصادًا كهذا ستكون قوة الإنتاج الرئيسية فيه هي المعلومات ). ويتابع مقاله ويقول ايضاً : (هذا الكلام ثوري ، بغض النظر عما أصبحت عليه الماركسية من نظرية استغلال تعتمد على سرقة وقت العمال. يقول ماركس إنه بمجرد أن تصبح المعرفة قوة إنتاج في حد ذاتها تتجاوز قيمتها قيمة العمل الحقيقي المبذول لصناعة الآلة، فإن السؤال الأساسي لن يكون “الأرباح في مواجهة الأجور” ولكن من يتحكم فيما أطلق عليه ماركس قوة المعرفة . عندما تقوم الآلات بالحصة الأكبر من العمل في اقتصاد ما ، فإن طبيعة المعرفة الموجودة داخل الآلات يجب أن تكون ، كما يكتب ماركس، “اجتماعية”. في آخر تجاربه الفكرية تلك ، تخيل ماركس نقطة النهاية في هذا المسار: خلق “الآلة المثالية”، والتي ستكون تكلفتها صفر ويمكنها البقاء للأبد. يقول ماركس إن الآلة التي يمكن بناءها من لاشيء، لن تضيف قيمة إلى عملية الإنتاج ، وبشكل متسارع وبمرور الوقت، ستقلل الأسعار والأرباح وتكلفة العمل وكل شيء تلمسه. في تلك التأملات التي نُشرت أواسط القرن العشرين تخيل ماركس أن المعلومات تُخزن ويتم مشاركتها من خلال شيء أسمه “العقل العام”. وهو عقل كل شخص موجود على الأرض متصل معا من خلال المعرفة الاجتماعية والتي يستفيد كل الناس من أي تجديد لها. باختصار، تخيل شيئا قريبا من اقتصاد المعلومات الذي نحيا فيه، وكتب أن وجود هذا الشيء “سينسف الرأسمالية تماما”.”). ينتهي قوله هنا واتابع انا بدوري واقول ان قول ماركس حول هذه المسأله تحديداً يقوض قول القائلين الساذج في ان ماركس تجاربة الفكرية والعملية لا يمكن الاخذ بها خاصةً عند مقارتنا اليوم لمفهوم التطور التكنلوجي والمعلوماتي ، فهي تختلف في حدود معطيات الزمن الخاص بماركس . هم بذلك يتجاهلون حظور ماركس في المقهى المجاور ، يرتشف قهوته الصباحية ويتطلع في صحف اليوم .

رابط مقال نهاية الرأسمالية بدأت 

حول أوهام التحول السلمي إلي العالم الجديد












نتحدث كثيراً في مقالاتنا عن تطور الرأسمالية باتجاه المجانية و إنتهاء الأعمال، و نشرح العديد من الطروحات الاقتصادية حول التكلفة الصفرية و غيرها باعتبارها أحد عوامل تفكك المنظومة الحالية و ظهور نمط جديد من الانتاج قائمٍ على التعاونيات أو تحول المستهلكين إلى منتجين لحاجاتهم، ما سميناه “مستهلجين” و هي كلمة ابتكرناها في العربية كاشتقاق للكلمة الانجليزية المبتكرة هي الأخرى Prosumer و تعبر عن عملية حديثة لا سابق لها في العصر الحديث حيث ينتج الناس حاجاتهم بأنفسهم لأنفسهم أو لعرضه مجاناً على الآخرين بعيداً عن الأسواق.
و يقودنا هذا الكلام إلى نقاش قديم حول إمكانية تحول المنظومة الرأسمالية بشكل تدريجي و ذاتي نحو منظومة اقتصادية جديدة دون الحاجة إلى قيام ثورة اجتماعية أو فعل شيء، الأمر الذي كان مطروحاً على النقاش بين التيارات الاشتراكية المختلفة في الماضي على غرار “الاشتراكية الفابية” التي توقعت تطوراً سلساً سلمياً من الرأسمالية إلى منظومة اجتماعية جديدة.
و بغض النظر عن ماهية الاشتراكية و طروحاتها حول تنظيم عالم لا رأسمالي قائم على الندرة، فإننا سنركز هنا على فكرة التحول التدريجي السلس من المنظومة الرأسمالية إلى منظومة جديدة قائمة على الاتاحة الحرة و الوفرة و ليست قائمة على الملكية و السوق و العمل المأجور.
هل هذا ممكن؟ هل هذا هو ما تدعو إليه حركة زايتجايست؟
هذا هو السؤال الذي سنحاول إثارته و بحثه هنا للنقاش.
لقد شهدت البشرية ثلاثة أنماط إنتاجية منذ انفصالنا عن الإنتاج الطبيعي الأول و البدء باستغلال و تسخير العمل البشري قهريا لإنتاج الثروات، و هي العبودية و الإقطاعية و الرأسمالية.
و في الحقيقة عاشت جميع أنماط الإنتاج هذه مع بعضها البعض على مرّ التاريخ لكونها أنماط متشابهة قائمة على استغلال الجهد البشري، و لكن كان هنالك نمطٌ سائدٌ في كل مرحلة، وإن الاختلاف الوحيد بين هذه الأنماط هو درجة حرية القطيع البشري المسخّر للإنتاج و طريقة توزيع الثروات في المجتمع و التي يتم تنظيمها في العادة من خلال القوانين التي تسنها السلطة.
لقد صاحبت التحولات الإجتماعية من نمط الانتاج العبودي الى النمط الاقطاعي إلى النمط الرأسمالي ثورات اجتماعية مستمرة. فثورات العبيد كان يتم سحقها، و لكنها أجبرت الأنظمة الحاكمة دائماً إلى إجراء تغييرات قانونية لصالح العبيد. والنظام الرأسمالي ثبت أركانه بعد الثورة الفرنسية و منح فسحة أكبر للحظائر البشرية العاملة و حررهم من العبودية الجسدية السافرة لصالح العبودية للعمل المأجور, وبرغم عودة الملكية في فرنسا بعد الثورة و اعتقال نابليون بونابارت، ولكن مبادئ الثورة الفرنسية انتصرت في النهاية ليس في فرنسا و حسب بل في أوروبا و بريطانيا التي اضطرت إلى تبني شعارات الثورة الفرنسية بشكل أو بآخر للإنسجام مع الواقع الجديد.
تأريخ التغيير الاجتماعي كان حافلا اذا بالاحداث الثورية. و إذا كانت التغييرات في الماضي غير ممكنة دون ثورات إجتماعية؛ فإن التحول من المنظومة الحالية لا يمكن أن يحصل من خلال تطور سلس تدريجيّ بلا مخاض حقيقي!
لقد تحدثنا سابقاً عن الهرم القيميّ المقلوب في المنظومة الرأسمالية. حيث إن المنظومة تفرز بطريقة تشبه الانتخاب الطبيعي أكثر الناس إنحطاطا و فساداً و مرضاً لتضعهم في قمة الهرم الاجتماعي. الذين يديرون دفة الأمور في عالمنا و يقفون على رأس الحكومات و الجيوش و الأنظمة المنتخبة ويشعلون الحروب ويحددون مصير البشرية، هم أكثر البشر إغراقاً في الوحشية ولا يدفعهم فساد النظام الرأسمالي و انحطاطه الاقتصادي سوى إلى إرتكاب المزيد من الشنائع والفظائع لإنقاذ ثرواتهم و سلطتهم و لن يستسلموا بهذه السهولة للأمر الواقع، لذلك فإننا لا نتوقع أبداً أي تطور سلس من الرأسمالية إلى منظومة جديدة. هؤلاء الناس الذين يحكموننا لا يعرفون أي طريقة أخرى لإدارة الأمور. لذلك ينبغي أن لا نتوهم أبداً حول أن الحركات الاجتماعية و الثورة الاجتماعية هي ضرورة تاريخية لإقامة أي تغييرات جذرية في المجتمع.
وقد أوضحنا في أبحاث سابقة بأنّ الثورة الاجتماعية ليست حدثاً، بل هي عملية تجري الآن و تتراكم لتصل إلى الذروة حيث تنفلت الأمور وتنظم المجتمعات نفسها في الميادين لإعلان العالم الجديد.
العبودية انتهت عندما قرر البشر بأنهم ليسوا عبيداً و لن يكونوا عبيداً ورفضوا متاجرة الآخرين بأجسادهم. وستنتهي هذه المنظومة عندما يقرر أغلبية البشر بأنهم يرفضون العبودية للعمل المأجور، و الإدعاء القسري لملكية موارد الارض من قبل حفنة من الشركات.
و في نهاية الأمر فإن التغييرات ستُفرض كأمر واقع لا مفرّ منه على أسياد المنظومة الحالية الذين سيحاولون مقاومة التغيّير بكل الوسائل، ولكن صلاحية منظومتهم منتهية، و مقاومتهم ستتلاشى مع انهيار المنظومة الحالية و تزايد الاعتراضات الجماهيرية التي ستكتشف تدريجيا ان لا مفر لها من تغيير جذري لكامل المنظومة الاجتماعية و ان تطلّب الأمر مخاضاً مريراً وطويلاً.

حول أوهام التحول السلمي إلي العالم الجديد

حول أوهام التحول السلمي إلي العالم الجديد

حول أوهام التحول السلمي إلي العالم الجديد












نتحدث كثيراً في مقالاتنا عن تطور الرأسمالية باتجاه المجانية و إنتهاء الأعمال، و نشرح العديد من الطروحات الاقتصادية حول التكلفة الصفرية و غيرها باعتبارها أحد عوامل تفكك المنظومة الحالية و ظهور نمط جديد من الانتاج قائمٍ على التعاونيات أو تحول المستهلكين إلى منتجين لحاجاتهم، ما سميناه “مستهلجين” و هي كلمة ابتكرناها في العربية كاشتقاق للكلمة الانجليزية المبتكرة هي الأخرى Prosumer و تعبر عن عملية حديثة لا سابق لها في العصر الحديث حيث ينتج الناس حاجاتهم بأنفسهم لأنفسهم أو لعرضه مجاناً على الآخرين بعيداً عن الأسواق.
و يقودنا هذا الكلام إلى نقاش قديم حول إمكانية تحول المنظومة الرأسمالية بشكل تدريجي و ذاتي نحو منظومة اقتصادية جديدة دون الحاجة إلى قيام ثورة اجتماعية أو فعل شيء، الأمر الذي كان مطروحاً على النقاش بين التيارات الاشتراكية المختلفة في الماضي على غرار “الاشتراكية الفابية” التي توقعت تطوراً سلساً سلمياً من الرأسمالية إلى منظومة اجتماعية جديدة.
و بغض النظر عن ماهية الاشتراكية و طروحاتها حول تنظيم عالم لا رأسمالي قائم على الندرة، فإننا سنركز هنا على فكرة التحول التدريجي السلس من المنظومة الرأسمالية إلى منظومة جديدة قائمة على الاتاحة الحرة و الوفرة و ليست قائمة على الملكية و السوق و العمل المأجور.
هل هذا ممكن؟ هل هذا هو ما تدعو إليه حركة زايتجايست؟
هذا هو السؤال الذي سنحاول إثارته و بحثه هنا للنقاش.
لقد شهدت البشرية ثلاثة أنماط إنتاجية منذ انفصالنا عن الإنتاج الطبيعي الأول و البدء باستغلال و تسخير العمل البشري قهريا لإنتاج الثروات، و هي العبودية و الإقطاعية و الرأسمالية.
و في الحقيقة عاشت جميع أنماط الإنتاج هذه مع بعضها البعض على مرّ التاريخ لكونها أنماط متشابهة قائمة على استغلال الجهد البشري، و لكن كان هنالك نمطٌ سائدٌ في كل مرحلة، وإن الاختلاف الوحيد بين هذه الأنماط هو درجة حرية القطيع البشري المسخّر للإنتاج و طريقة توزيع الثروات في المجتمع و التي يتم تنظيمها في العادة من خلال القوانين التي تسنها السلطة.
لقد صاحبت التحولات الإجتماعية من نمط الانتاج العبودي الى النمط الاقطاعي إلى النمط الرأسمالي ثورات اجتماعية مستمرة. فثورات العبيد كان يتم سحقها، و لكنها أجبرت الأنظمة الحاكمة دائماً إلى إجراء تغييرات قانونية لصالح العبيد. والنظام الرأسمالي ثبت أركانه بعد الثورة الفرنسية و منح فسحة أكبر للحظائر البشرية العاملة و حررهم من العبودية الجسدية السافرة لصالح العبودية للعمل المأجور, وبرغم عودة الملكية في فرنسا بعد الثورة و اعتقال نابليون بونابارت، ولكن مبادئ الثورة الفرنسية انتصرت في النهاية ليس في فرنسا و حسب بل في أوروبا و بريطانيا التي اضطرت إلى تبني شعارات الثورة الفرنسية بشكل أو بآخر للإنسجام مع الواقع الجديد.
تأريخ التغيير الاجتماعي كان حافلا اذا بالاحداث الثورية. و إذا كانت التغييرات في الماضي غير ممكنة دون ثورات إجتماعية؛ فإن التحول من المنظومة الحالية لا يمكن أن يحصل من خلال تطور سلس تدريجيّ بلا مخاض حقيقي!
لقد تحدثنا سابقاً عن الهرم القيميّ المقلوب في المنظومة الرأسمالية. حيث إن المنظومة تفرز بطريقة تشبه الانتخاب الطبيعي أكثر الناس إنحطاطا و فساداً و مرضاً لتضعهم في قمة الهرم الاجتماعي. الذين يديرون دفة الأمور في عالمنا و يقفون على رأس الحكومات و الجيوش و الأنظمة المنتخبة ويشعلون الحروب ويحددون مصير البشرية، هم أكثر البشر إغراقاً في الوحشية ولا يدفعهم فساد النظام الرأسمالي و انحطاطه الاقتصادي سوى إلى إرتكاب المزيد من الشنائع والفظائع لإنقاذ ثرواتهم و سلطتهم و لن يستسلموا بهذه السهولة للأمر الواقع، لذلك فإننا لا نتوقع أبداً أي تطور سلس من الرأسمالية إلى منظومة جديدة. هؤلاء الناس الذين يحكموننا لا يعرفون أي طريقة أخرى لإدارة الأمور. لذلك ينبغي أن لا نتوهم أبداً حول أن الحركات الاجتماعية و الثورة الاجتماعية هي ضرورة تاريخية لإقامة أي تغييرات جذرية في المجتمع.
وقد أوضحنا في أبحاث سابقة بأنّ الثورة الاجتماعية ليست حدثاً، بل هي عملية تجري الآن و تتراكم لتصل إلى الذروة حيث تنفلت الأمور وتنظم المجتمعات نفسها في الميادين لإعلان العالم الجديد.
العبودية انتهت عندما قرر البشر بأنهم ليسوا عبيداً و لن يكونوا عبيداً ورفضوا متاجرة الآخرين بأجسادهم. وستنتهي هذه المنظومة عندما يقرر أغلبية البشر بأنهم يرفضون العبودية للعمل المأجور، و الإدعاء القسري لملكية موارد الارض من قبل حفنة من الشركات.
و في نهاية الأمر فإن التغييرات ستُفرض كأمر واقع لا مفرّ منه على أسياد المنظومة الحالية الذين سيحاولون مقاومة التغيّير بكل الوسائل، ولكن صلاحية منظومتهم منتهية، و مقاومتهم ستتلاشى مع انهيار المنظومة الحالية و تزايد الاعتراضات الجماهيرية التي ستكتشف تدريجيا ان لا مفر لها من تغيير جذري لكامل المنظومة الاجتماعية و ان تطلّب الأمر مخاضاً مريراً وطويلاً.



“طباعة النقود” :
إن هذا المصطلح يتم استعماله بشكل خاطئ في عالم الإقتصاد والمال. يجب لهذا الجنون أن ينتهي! فالنبسط الكلام، بحيث يستطيع أي شخص فهم ذلك ..
1- البنوك هي التي تنشأ أغلب النقود المتداولة بين أيدينا. إذ أن ودائعنا لدى البنوك تساعد على خلق القروض مما يجعل الودائع العنصر النقدي الأكثر سيطرة في الإقتصاد.
لهذا فإنه ليس من الدقيق أن تقول أن أحداً ما “يطبع النقود” لكن الأكثر دقة أن تقول أنًّ البنوك تطبع النقود، فهي تزيد من العرض النقدي من خلال خلق ائتمانات جديدة تضيفها إلى الدورة المالية دون أن تطبع أية نقود!!
2- ليس الأفراد فقط هم المستخدمون الوحيدون للائتمان البنكي، بل إن الحكومة أيضا تعتمد على ما تخلقه البنوك من إئتمان. إذ أنها عندما تفرض ضرائباً على مواطنيها، فإنها تأخذ نقودهم المودعة في البنك، وتقوم بإعادة توزيعها على آخرين من خلال نفقاتها في القطاع العام.
3- إذا كان هناك عجز لدى الحكومة (أي ضرائبها أقل من إنفاقها) فستقوم الحكومة بإصدار سندات مالية وتعرضها للبيع على مواطنيها. عندما يقوم المواطنون بشراء هذه السندات فإن الحكومة تحصل على سيولة تقوم من خلالها بتسيير أمور نفقاتها العامة.
من خلال قيام الحكومة بالإنفاق فإنها تزيد من السيولة الموجودة في السوق حيث أنها ستوفر فرص عمل ووظائف لكثير من المواطنين، مما يعني خلق ودائع بنكية جديدة (الرواتب الحكومية يتم دفعها لمستحقيها من خلال حساباتهم البنكية). نفس هذه الطريقة تعتمدها.
المؤسسات والشركات التي تحتاج إلى سيولة، حيث أنها تصدر سندات تبيعها للجمهور للحصول على السيولة المطلوبة. إذا أردت القول أن هذه المؤسسات “تطبع” أصول مالية فإنك محق تماما. المؤسف أن الشركات تصدر في كل يوم الكثير من الأسهم والسندات لكننا لانسمع أن العالم يصاب بتضخم بسببها.
4- عندما يقوم البنك الإحتياطي الفدرالي بالتيسير الكمي ( أي زيادة العرض النقدي لزيادة النشاط الإقتصادي) فإنه يقوم بعمليات تسمى (عمليات السوق المفتوحة)، وهي العمليات التي يتم من خلالها شراء وبيع الأوراق الحكومية في السوق المفتوحة.. وذلك للتحكم في العرض النقدي. ففي حال شراء السندات فإنه يتم حقن النقود في النظام المصرفي وتحفيز النمو.
أما في حال البيع يتم العكس. حيث يقوم البنك بشكل أساسي بمبادلة الأصول المضمونة وهي سندات الخزينة الأميريكية مقابل احتياطات نقدية. القطاع الخاص في هذه الحالة يخسر أصول مالية (سندات الخزينة) ويكسب أصول مالية أخرى (الإحتياطات أو الودائع).
النتيجة ليس هناك تغير في صافي الأصول المالية للقطاع الخاص. التيسير الكمي هو فعلياً كتغيير حسابات الإدخار الخاصة بك إلى حساب جاري، وثم تدعي بعدها بأنك تمتلك نقود أكثر. إن ما يحصل في الواقع هو أن شكل مدخراتك قد تغير لكن كمية هذه المدخرات مازالت كما هي.
5- العملة الورقية كتلك التي تمتلكها في محفظتك قامت الخزينة المالية الأمريكية بطباعتها وإصدارها للبنك الإحتياطي الفدرالي بناءً على طلب من البنوك الأعضاء.
هذا الكاش نظرياً تمّت طباعته من قبل وزارة المالية الأميريكية، ولكنّه بشكل أساسي تمّت طباعته ليقدم الخدمات للبنوك التي تقدم الخدمات لعملاءها. بعبارة أخرى، إذا كنت تمتلك حساباً في بنك.
يمكنك تغيير وديعة البنك الخاصة بك إلى كاش عن طريق الصرّاف الآلي أو البنك نفسه. إذاً النقود التي يقوم البنك بإنشاءها وهي النقود الناتجة عن عملية خلق الإئتمان Money Creation هي حجر الأساس.. إذا لايتم طباعة أو ضخ نقود جديدة إلى الإقتصاد كما يروي لنا الناس.
نعم يوجد شيء اسمه طباعة عملات، لكن ليس بتلك الأهمية التي يلقي عليها الإعلام الضوء والتهم التي يوجهها له بأنها السبب الرئيسي للتضخم، حيث هناك أيضا مسببات أخرى أكثر أهميّة تمَّ ذكرها في هذه المقالة وهي تسبق طباعة العملات.

- 5 خطوات ستجعلك تتوقف عن تصديق إدعاءات “طباعة العملة” !

- 5 خطوات ستجعلك تتوقف عن تصديق إدعاءات “طباعة العملة” !




“طباعة النقود” :
إن هذا المصطلح يتم استعماله بشكل خاطئ في عالم الإقتصاد والمال. يجب لهذا الجنون أن ينتهي! فالنبسط الكلام، بحيث يستطيع أي شخص فهم ذلك ..
1- البنوك هي التي تنشأ أغلب النقود المتداولة بين أيدينا. إذ أن ودائعنا لدى البنوك تساعد على خلق القروض مما يجعل الودائع العنصر النقدي الأكثر سيطرة في الإقتصاد.
لهذا فإنه ليس من الدقيق أن تقول أن أحداً ما “يطبع النقود” لكن الأكثر دقة أن تقول أنًّ البنوك تطبع النقود، فهي تزيد من العرض النقدي من خلال خلق ائتمانات جديدة تضيفها إلى الدورة المالية دون أن تطبع أية نقود!!
2- ليس الأفراد فقط هم المستخدمون الوحيدون للائتمان البنكي، بل إن الحكومة أيضا تعتمد على ما تخلقه البنوك من إئتمان. إذ أنها عندما تفرض ضرائباً على مواطنيها، فإنها تأخذ نقودهم المودعة في البنك، وتقوم بإعادة توزيعها على آخرين من خلال نفقاتها في القطاع العام.
3- إذا كان هناك عجز لدى الحكومة (أي ضرائبها أقل من إنفاقها) فستقوم الحكومة بإصدار سندات مالية وتعرضها للبيع على مواطنيها. عندما يقوم المواطنون بشراء هذه السندات فإن الحكومة تحصل على سيولة تقوم من خلالها بتسيير أمور نفقاتها العامة.
من خلال قيام الحكومة بالإنفاق فإنها تزيد من السيولة الموجودة في السوق حيث أنها ستوفر فرص عمل ووظائف لكثير من المواطنين، مما يعني خلق ودائع بنكية جديدة (الرواتب الحكومية يتم دفعها لمستحقيها من خلال حساباتهم البنكية). نفس هذه الطريقة تعتمدها.
المؤسسات والشركات التي تحتاج إلى سيولة، حيث أنها تصدر سندات تبيعها للجمهور للحصول على السيولة المطلوبة. إذا أردت القول أن هذه المؤسسات “تطبع” أصول مالية فإنك محق تماما. المؤسف أن الشركات تصدر في كل يوم الكثير من الأسهم والسندات لكننا لانسمع أن العالم يصاب بتضخم بسببها.
4- عندما يقوم البنك الإحتياطي الفدرالي بالتيسير الكمي ( أي زيادة العرض النقدي لزيادة النشاط الإقتصادي) فإنه يقوم بعمليات تسمى (عمليات السوق المفتوحة)، وهي العمليات التي يتم من خلالها شراء وبيع الأوراق الحكومية في السوق المفتوحة.. وذلك للتحكم في العرض النقدي. ففي حال شراء السندات فإنه يتم حقن النقود في النظام المصرفي وتحفيز النمو.
أما في حال البيع يتم العكس. حيث يقوم البنك بشكل أساسي بمبادلة الأصول المضمونة وهي سندات الخزينة الأميريكية مقابل احتياطات نقدية. القطاع الخاص في هذه الحالة يخسر أصول مالية (سندات الخزينة) ويكسب أصول مالية أخرى (الإحتياطات أو الودائع).
النتيجة ليس هناك تغير في صافي الأصول المالية للقطاع الخاص. التيسير الكمي هو فعلياً كتغيير حسابات الإدخار الخاصة بك إلى حساب جاري، وثم تدعي بعدها بأنك تمتلك نقود أكثر. إن ما يحصل في الواقع هو أن شكل مدخراتك قد تغير لكن كمية هذه المدخرات مازالت كما هي.
5- العملة الورقية كتلك التي تمتلكها في محفظتك قامت الخزينة المالية الأمريكية بطباعتها وإصدارها للبنك الإحتياطي الفدرالي بناءً على طلب من البنوك الأعضاء.
هذا الكاش نظرياً تمّت طباعته من قبل وزارة المالية الأميريكية، ولكنّه بشكل أساسي تمّت طباعته ليقدم الخدمات للبنوك التي تقدم الخدمات لعملاءها. بعبارة أخرى، إذا كنت تمتلك حساباً في بنك.
يمكنك تغيير وديعة البنك الخاصة بك إلى كاش عن طريق الصرّاف الآلي أو البنك نفسه. إذاً النقود التي يقوم البنك بإنشاءها وهي النقود الناتجة عن عملية خلق الإئتمان Money Creation هي حجر الأساس.. إذا لايتم طباعة أو ضخ نقود جديدة إلى الإقتصاد كما يروي لنا الناس.
نعم يوجد شيء اسمه طباعة عملات، لكن ليس بتلك الأهمية التي يلقي عليها الإعلام الضوء والتهم التي يوجهها له بأنها السبب الرئيسي للتضخم، حيث هناك أيضا مسببات أخرى أكثر أهميّة تمَّ ذكرها في هذه المقالة وهي تسبق طباعة العملات.