ملتقى أصدقاءْ حركة زايتجايست بالعربية

عندما تأخذ الروبوتات أعمالنا ستتقلص نسبة النشاط البشري إلى %1

عندما تأخذ الروبوتات أعمالنا ستتقلص نسبة النشاط البشري إلى %1،

هل سيتم استبدالنا بالآلات؟ إن احتمال حصول ذلك هو 50-50، وفقا لدراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة أكسفورد، حيث وجدوا أن 47٪ من سوق العمل في الولايات المتحدة وحدها في خطر التعرض للمكننة وتهدد حوالي 702 مهنة حتى الآن من قبل الآلات، مثلما ذكّرنا تقريرٌ نُشر على نطاق واسع هذا الأسبوع.
ليس من الصعب معرفة السبب، ذلك أن التقدم في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي أدى إلى استقطاب المزيد والمزيد من الروبوتات إلى أماكن العمل. فعلى سبيل المثال:
* المركبات الذاتية والتي يتم تطويرها الآن في صناعة السيارات الكبرى تهدد وظائف سائقي الشاحنات وسائقي سيارات الأجرة.. 
* الروبوت باكستر والذي تم تصميمه بواسطة "Rethink Robotics" كيْ يتشارك العمل مع المشرفين البشريين، يقوم بتعلّم المهام الجديدة خلال قيامه بالعمل، الأمر الذي كان فقط بمقدور العمال البشريين فعله.
* الروبوتات الجراحة والتي صممتها "Intuitive Surgical" بالتعاون مع مشروع "Raven" تتطلب حاليا وجود جراحين بشر، ولكنها تتجه نحو مكننة الجراحة وتنحية البشر من العمل.
* المركبات بدون طيار -كما هو الحال بالنسبة للطائرات بدون طيار- سيتم تعيينها للاندماج في المجال الجوي للولايات المتحدة العام المقبل، ومن المحتمل أن تحل محل العديد من الطيارين البشر.
* ومهنتي أيضا ليست بمنأى عن المكننة حيث يمكن استبدالي بروبوتات تقوم بالعمل الصحفي عوضا عني. فالصحفي الآلي كويل بإمكانه استخراج البيانات من المعطيات الخامة وتحويلها لقصص رياضية أو اقتصادية.
* مارك زوكربيرج وايلون موسك يقومان الآن بإعداد "جهاز كمبيوتر يفكر كالإنسان إلا أنه ليس بحاجة لتناول الطعام أو النوم".
حتى أن هناك روبوت للبرغر، ويفتخر موقع "Momentum Machines" بكون هذه الروبوتات قادرة على التقطيع والطحن والقلي كما بإمكانها القيام بكل ما يستطيع الموظفون فعله بشكل أفضل، مما سيؤدي لدمقرطة الحصول على طعام ذو نوعية جيدة وسيجعله مُتاحا للعامة.
إن كل ما سبق يؤدي بنا لطرح السؤال الآتي : هل من الممكن أن يبقى لدينا عمّال ذوي خبرة في صنع البرغر الجيد؟ أم أن الجميع سيفقدون عملهم؟ وما الذي يجدر بنا فعله بشأن الغزو الحتمي للروبوتات؟
إن مسيرة الطائرات بدون طيار تبدو حتمية، حتى في المهام الوظيفية المتخصصة. 
كما أن الذراع البحثية للعلم في البنتاغون، داربا، تستضيف حاليا ’تحدي داربا‘ لابتكار الروبوتات القادرة على العمل في مناطق الكوارث التي تشكل خطرا على البشر، وقد تم تصميم هذه الآلات لجميع الأغراض حتى يُسمح لهم بدخول المباني واستخدام كل الوسائل هناك. في الواقع، ستتمكن تلك الروبوتات من القيام بأشياء تفوق قدرات البشر.
في إحدى تجارب داربا في ميامي قبل بضعة أشهر، شاهدت واحدة من 16 روبوت تُحدق لمدة 10 دقيقة في مقبض الباب لأنها، على ما يبدو، لم تعرف دور المقبض وما يتوجب عليها القيام به، مع أنها بدت قادرة بما فيه الكفاية: ذراعين وساقين وطولها حوالي ستة أقدام، وهي مزودة بأجهزة الاستشعار. ولكنها كانت تفتقر بالتأكيد للعقل. ومع ذلك، فإن مدير البرنامج في الوكالة الدفاعية -المسؤول عن العملية- يتوقع أن تكون الإصدارات المستقبلية قادرة على القيام بأعمال المنزل لمساعدة المسنين أو ذوي الاحتياجات الخاصة. إن الروبوتات في الوقت الحالي لا تزال في المراحل البدائية مثل طفل رضيع، ولكن هذا لا ينفي إمكانية تطورها بسرعة في المستقبل.
المركبات الذاتية، على سبيل المثال، انتقلت من كونها غير قادرة على إتمام دورة في الصحراء المفتوحة في تحدي داربا الكبير، إلى التنقل بشكل مذهل في شوارع المدينة محاكية كل حركة يخطوها الإنسان. في الثلاث سنوات الأخيرة، وضعت ثلاث ولايات أمريكية ومقاطعة كولومبيا تشريعات وقوانين تنظّم السيارات الروبوتية على الطرق العامة.
لذا يبدو أن الروبوتات، عاجلا أم آجلا، ستستحوذ على أعمالنا وشوارعنا وحتى بيوتنا، فماذا بعد؟
في بداية الستينيات، توقع آرثر سي كلارك -صاحب الرؤية المهنية ومخترع أقمار الاتصالات الصناعية- خسارة الأعمال والوظائف بسبب مكننة العمل (خصوصا "القرود الهندسية الحيوية"). وكتب في مقالته "العالم" -التي نُشرت عام 2001 في مجلة فوغ والتي تم فيما بعد إعادة طباعتها في كتابه "المنظر من سيرنديب"- : "إن النتيجة الرئيسية لجميع هذه التطورات تتمثل في القضاء على 99% من النشاط البشري ..".
خلاصُنا، في نظر كلارك، يستوجب تطلّعنا لأعمال أسمى من كل تلك التي ستتولاها الآلات، حيث يسترسل قوله : "في المستقبل لن يكون هناك مكان لأي شخص لم يصل لمستوى التعليم الجامعي المتوسط، حتى لو بدا لك ذلك أمرا مستحيل التحقق، تذكر أنه قبل بضعة قرون كان من غير الوارد أيضا أن يتمكن الجميع من تعلم القراءة. اليوم وجب علينا أن نركز النظر أعلى من ذلك بكثير، والأمر ليس بالصعب. بالطبع هذا يعتمد على تقييم وتطوير ما لدينا، كمجتمع، من المعرفة الفردية وتنمية آليات التفكير والابتكار وجميع الأشياء الأخرى التي ترتقي بنا فوق مستوى الآلات. فذلك يعتمد على عملنا في سبيل تعزيز هذا النوع من المجتمع الذي لن يساهم في تحرير الناس من العمل الوضيع فقط، بل سيمكنهم أيضا من الوصول إلى الإمكانات البشرية الكاملة -دون أن تذهب وتتذلل للحصول على وظيفة حقيرة-
كم من الطرق يمكن للطباخ أن يتشاركها مع المجتمع عدا تقليب البرغرز؟ ما الذي يستطيع المحلل الرياضي القيام به عدا استخلاص مفارقات لا متناهية عن "الانتصار" و"النجاح"،" الهزيمة" و"الخسارة"؟
لقد حان الوقت لاكتشاف ذلك.

عن الكاتب

، مشرف المدونة, وعضو متطوع بحركة زايتجايست

معلومات عن التدوينة Unknown : الكاتب بتاريخ : الثلاثاء، 29 سبتمبر 2015
: عدد الزيارات
عدد التعليقات: 0 قبل الإستعمال إقرأ إتفاقية الإستخدام