ملتقى أصدقاءْ حركة زايتجايست بالعربية

علم التطور النفسي، العواطف والأخلاق:

 

 

تلقّف المجتمع الفلسفي والثقافي نظرية التطور بشكل سيء لمدة طويلة, حيث اختصرَ الفيلسوف سبنسر فكرة التطور بعبارة “البقاء للأصلح”, واستمر تدوير هذه العبارة بين المهتمين بالنظرية سلبًا أو إيجابًا لتصبح “البقاء للأقوى”, وتغدو النظرية في النهاية سلاحًا في يد مؤيدي الفلسفات العنصريّة بأشكالها, كما أن الناس تميل عمومًا إلى التفكير في التطور بكونه “صراع تنافس شرس” ينجح فيه “الأنانيون” الأكثر دهاءً, لكن الأمر ليس كذلك.

تقترح البيولوجيا التطورية أن “التعاون” و”الغيريّة” أحد العوامل التطورية الرئيسية, وتميل الأنواع البيولوجية إلى اكتساب المزيد من العواطف و”الأخلاق” طرديًا مع تطور ورقيّ النوع, لأن الانتقاء الطبيعي يبارك النزوع إلى “الإيثار- الغيريّة” والتعاون المتناغم في المجموعات الاجتماعية, ويأخذ بعين الاعتبار المجموعة الاجتماعية بتمامها، وليس الفرد وحده، هدفا للانتقاء.
ومن نتائج ذلك اصطفاء “الهوموسابين” وهي الجماعة البشرية التي ننتمي نحن لها الآن على جماعات “النياندرتال” وهو الإنسان الذي سبق وجودنا بآلاف السنين ولم يكن لديه ميزاتنا النفسية والاجتماعية التعاونية.
ويعدّ الكائن البشري المخلوق الأكثر تأثيرًا وسيادة على هذا الكوكب لقدرته على إنجاز الأعمال الضخمة بشكل متعاون, من قبيل فهم أعماق المحيطات واستكشاف الفضاء الخارجي وقيام “تبادليّة اقتصادية” على مستوى واسع ومركز وغيرها من نقاط قوة بشرية حدثت تحديدًا لأن البشر هم النوع البيولوجي “الأكثر تعاونًا”, أو “متعاونون فائقون”.
ويُعدّ هذا المفهوم البيولوجي الحديث من أهمّ التطورات الثورية التي طرأت في الفكر الحديث وارتدّت آثارها في علم النفس والفلسفة وعلم الاقتصاد السلوكي, وتُعتبر طريقة سير عمل موقع الـ”ويكيبيديا” من الأمثلة البارزة على نجاح فكرة “الغيريّة” لدى النوع البشري.


فيديو يظهر خاصية «التعاون» لدى القرود




عن الكاتب

، مشرف المدونة, وعضو متطوع بحركة زايتجايست

معلومات عن التدوينة Unknown : الكاتب بتاريخ : الجمعة، 4 سبتمبر 2015
: عدد الزيارات
عدد التعليقات: 0 قبل الإستعمال إقرأ إتفاقية الإستخدام