يولد الانسان حرا ولكنه مكبل بالاغلال في كل مكان
في كتابه "العقد الاجتماعي". يؤكد روسو على حرية الانسان الطبيعية التي يتنازل عنها للاخرين من اجل الحفاظ على حريته نفسها، حيث تصبح المدينة هي السيادة او السلطة لكل الافراد، مع انها، وبنفس الوقت، تقيد حرياتهم وتكبلها.
يقول روسو: "يولد الانسان حرا ولكنه مكبل بالاغلال في كل مكان" ومعنى ذلك ان الانسان تنازل بموجب "العقد الاجتماعي" عن حقه الطبيعي وكذلك عن حريته الطبيعية، انطلاقا من ان الانسان ليس انسانا عاقلا. الا انه راى بنفس الوقت، بان للانسان خاصية اجتماعية مميزة هي قابليته للكمال، ومعنى ذلك انه من الممكن اصلاح الجنس البشري.
لقد تأثر روسو بهوبز حين اكد على ان الحياة الاجتماعية ليست فطرية لان الافراد كانوا قد اضطروا لها لحاجتهم اليها، غير انه اختلف مع هوبز ايضا حين اشار الى ان حياة الانسان الاولى كانت خالية من الشر والشقاء واعتقد بان الانسان طيب بطبيعته، وان جميع الشرور هي من وضع الانسان نفسه. كما قال بان" كل ما هو طبيعي هو حسن وخير، وكل ما هو من صنع الانسان هو فاسد وقبيح".كما سخر روسو من فولتير في رسالة له اليه قال فيها " لو عاد الناس الى تلك الحالة التي تمناها(اي فولتير) لساروا على اربع". مؤكدا على ان عدم المساواة والشقاء بين الناس يعود الى سبب جوهري هو نظام الملكية الفاسد الذي يقوم على عدم توزيع الثروة توزيعا عادلا.
يقول روسو: "ان اول انسان وضع يده على ارض معينة وقال انها ملكي، ووجد من حوله قوما بسطاء يصدقون ادعاءه، كان هذا اول فرد انشأ المجتمع المدني. وهو بهذا اول من خلق الجرائم والحروب والقتل والبؤس بين افراد الجنس البشري". ولكن عندما رأى الافراد ما تؤدي اليه الملكية واحتياز الثروة من مظالم واضرار، فكروا في انشاء النظم التي تخفف من مساوئها، وبذلك نشأت القوانين لتمديد حق المالكين المطلق، وهذا ما دعاه بالعقد الاجتماعي.