ملتقى أصدقاءْ حركة زايتجايست بالعربية

طبيعة العقلانية

تتطلب العقلانية رفع مستوى الإدراك ووضع كل مايحول بينك وبين وعيك جانبا ولو لبعض الوقت 
إيماننا العميق بالأفكار لا يجعلنا نستفيد شيئا سوى أننا نضعف قدرتنا على النقد و التمييز ، كل ماتراه عينك لا يخضع للثباث كل شيئ متغير و في حراك مستمر ، كنا نظن سابقا أن كل جسم هو كيان واحد متصل لكن فيما بعد أدركنا أنه مليئ بالفراغ و الحقيقة أن مافيه من فراغ أكبر بكثير مما يحوي من مادة ، حواسنا التي وثقنا فيها لزمن طويل كانت تخدعنا ، نحن نميل للتصديق بالمعهود و المتعارف عليه لأن أصعب شيئ هو أن نتحدى أنفسنا ان نقف على نقيض أفكارنا ونراها من هناك لأن مايجعل الأفكار صحيحة هي إرتباطها ببعضها فليس هناك فكرة حقيقية بمعزل عن فكرة أخرى ، مثل الأعداد التي تبنى قيمتها بعلاقتها ببعضها الأصغر و الأكبر السالب و الموجب الصحيح و التخيلي ، لا أهمية لعدد دون علاقته بالأخر ، حتى في هذا الكون نحن نعرف أن الجاذبية هي علاقة الأجسام ببعضها وهي أيضا ما تجعل من الكون متواجدا فلا ينهار على نفسه ، وتلك العلاقة هي أكبر دعامة لقيام الشروط الأساسية للحياة ، فعدم إدراكنا لجملة العلاقات تغيب عن وعينا الأسباب الحقيقية التي تكون في مجملها طبيعية ، ونعرف كيف تساهم هده الطبيعة منذ البدء في صياغة و تركيب الإنسان وفق شروطها و قوانينها المحكمة ، فكل إنفعالاتنا المشتركة لها أساسها الطبيعي الخوف و الرغبة ومفهوم الجمال و الحب.. لها بعدها الطبيعي و البيولوجي في الإنسان ، فلو أخدنا الغيرة مثلا و أردنا أن نفهم علاقتها بالطبيعة لأدركنا أنها تمثل السلوك العدواني لدى الإنسان لفرض نفسه و المحافظة على الشريك و بالتالي ضمان تمرير جيناته
فهي جزء من السلوك التطوري و الإنتخاب الطبيعي ،
فعندما نوسع إدراكنا ليشمل هده العلاقات فقط بلإمكان أن نكون عقلانيين

Noufel Benkihel




عن الكاتب

، مشرف المدونة, وعضو متطوع بحركة زايتجايست

معلومات عن التدوينة Unknown : الكاتب بتاريخ : السبت، 1 أغسطس 2015
: عدد الزيارات
عدد التعليقات: 0 قبل الإستعمال إقرأ إتفاقية الإستخدام